السبت، 16 يوليو 2011

عصام الزدجالي لـ"الزمن": ساعتزل التمثيل بسبب لائحة الأجور

بعد صمت طويل ..عصام الزدجالي يصرح لـ (الزمن ) : سأتوقف عن التمثيل فور الانتهاء من تصوير مشاهدي الأخيرة


لماذا يتم إذلالنا على هذا النحو ونحن صامتون؟!

ماذا عساي أن أفعل بأجر متدن لا يكاد يكفي لوقود سيارتي


اشكر وزير الإعلام والوكيل ولكنهما لم يستطيعا تبديل لائحة الأجور ً.


ألست كفنان جديرا بأن أحظى بربع مايحظى به الفنان الخليجي أو العربي في عمان ؟


لايمكننا ارتداء (البنطلونات) أو التدخين في المشهد وإن تطلب الدور ذلك!


مصطلحات خفيفة نستخدمها في حياتنا اليومية منعت من قبل التليفزيون..تخيلوا!

عصام الزدجالي


مسقط – الزمن:
 في حدث مفاجىء للوسط الفني قرر الفنان عصام الزدجالي الذي يشارك حالياً في المسلسل المحلي (إنسان من هذا الزمان) التوقف عن التمثيل فور الانتهاء مباشرة من تصوير مشاهده المتبقية من هذا العمل كجانب التزامي منه تجاه الجهة المنتجة للعمل وهو سلطنة عمان.
وعزا الزدجالي الذي دخل مجال التمثيل في سن مبكرة من خلال فوازير الاطفال ليصبح اليوم احد ابرز الوجوه التمثيلية في السلطنة بجانب حصوله على جوائز عديدة في مجال التمثيل آخرها جائزة المركز الاول في مهرجان الابداع 2009 عن دوره في مسلسل (ورد وشوك) توقفه عن التمثيل الى اسباب عدة منها : تدني أجور الممثلين والرقابة التليفزيونية الصارمة وغياب الاحترافية وعدم تفريغ الفنان العماني بجانب أسباب اخرى قال الزدجالي انها كفيلة بدفع اي فنان لاتخاذ قرار التوقف أو الاعتزال عن التمثيل ..
تدني الأجور
وعودة إلى قضية تدني الأجور التي يعاني منها أغلب العاملين في الوسط الفني قال عصام الزدجالي الذي يتحدث للمرة الاولى بهذه الجرأة لطالما عرف عنه التحفظ وقلة التصاريح التي يدلي بها للصحافة : تدني الأجور من الاسباب الرئيسية التي دفعتني الى اتخاذ قرار التوقف عن التمثيل حيث ان فئتي كنجم تخولني للحصول على 75 ريالاً في الحلقة التي مدتها 45 دقيقة. ماذا عساي أن أفعل بأجر كهذا وهو لا يكاد يكفي وقود سيارتي للذهاب لموقع التصوير يوميا.
وأضاف الزدجالي قائلا : تحملت السنوات السابقة لأنني أحب الفن وقلتها مرارا سوف تتغير الأمور حسب الوعود ولكن لم يحدث أدنى تغيير في مسألة الأجور. أشكر وزير الإعلام ووكيل الوزارة على استثنائاتهم السنوية والتي جعلت الأجر يصل لمئة ريال ثم مائة وعشرين وأخيرا مائة وخمسين ريالا وجاء الاستثناء لأنهما على ما يبدو لم يستطيعا تبديل لائحة الأجور غير المنصفة . فلنفترض المائة والخمسون ريالاً كأجر (متدني أيضا) وهنا يكمن السؤال..اليس الممثل هو الذي يصرف على ملابسه (الدشداشة، الكمة، المصر، الأحذية، الساعات ...الخ) وبقية الإكسسوارات التي يجب عليه تغييرها في كل عمل (ناهيك عن الممثلات..وكان الله في عونهن) وذلك لكي لا يكرر نفس الهيئة في كل مسلسل!! ويصرف أيضاً على نقله (الإنتاج لا يوفر النقل للممثلين) حيث ان كل ممثل مسؤول عن تواجده في الوقت المناسب بسيارته الخاصة إذا كانت لديه سيارة أو يستعين بمن يوصله لموقع التصوير !! إذا انه اصبح يصرف على وقود سيارته من جيبه ويصرف أيضاً على تعديل هيئته (الحلاقه اليومية وما شابه) .
في حال استقطاب نجم خليجي أوعربي قال الزدجالي ان هذا الفنان النجم احيانا لا يكون نجما في بلده إلا أنه يعامل معاملة استثنائية في السلطنة بكل معنى الكلمة. فيشترط الأجر ليصل الى أربعمائة أو خمسمائة أو أكثر في الحلقة الواحدة في حين أن النجم العماني لايتعدى أجره الـ 75 ريالا في الحلقة! علاوة على أنه تصرف للممثل غير العماني تذكرة درجة رجال الأعمال بالإضافة الى الفندق الذي يختاره (خمس نجوم في معظم الحالات) وهذا ليس كل شيء. هناك أيضاً مصروف الجيب اليومي (حسب الاتفاق) وأعتقد أنه في كثير من الأحيان يكون عشرة ريالات بما يعادل 300 ريال شهرياً وطبعاً تخصص له سيارة من الإنتاج تكون تحت الطلب ناهيك عن الملابس التي يتم استئجارها له من محلات راقية وكذلك بالنسبة للفنانات غير العمانيات .وتساءل الزدجالي : الست كفنان عماني والعب دور البطولة في هذه الأعمال جديرا بأن أحظى بربع مايحظى به الفنان الخليجي او العربي ؟ لماذا يتم اذلالنا على هذا النحو ونحن صامتون ولا ننبس ببنت شفه !
رقابة التليفزيون
وعرج الزدجالي في حديثة لـ (الزمن) الى ماتفرضه رقابة التليفزيون على الاعمال وكادر العمل بقوله : الرقابة تفرض علينا بشكل عجيب بحيث انه لايمكننا ارتداء (البنطلونات) في الأعمال العمانية أو التدخين في المشهد وإن تطلب الدور ذلك؟ ولايمكننا كذلك دخول ملهى ليلي لتصويره ولايسمح بظهور زجاجة الخمر على شاشة التليفزيون و هناك مصطلحات خفيفة متداولة نستخدمها في حياتنا اليومية بشكل عفوي منعت من قبل التليفزيون فعلى سبيل المثال لاالحصر لايمكن الرد على المكالمة الهاتفية بمصطلح (ألو) أو (أوكيه) بدعوى انها ليست عربية وهي مصطلحات فرضت نفسها على كافة فئات المجتمع بما في ذلك كبار السن وتخيل ! يحدث ذلك ونحن في 2011!!! كأننا نقدم سلسلة من البرامج الثقافية والتربوية نوجه من خلالها المشاهد ونرشده برسائل مباشرة حول كيفية التعاطي مع اللغة العربية ! وهي ليست رسالة الدراما .
الاحترافية والتفريغ
وأشار الزدجالي في حديثه إلى عدم وجود حرفنة في العمل الدرامي في السلطنة. فجداول التصوير المعتمدة حسب التواريخ المحددة التي يبدو شكلها جميلا وأنيقا يقول الزدجالي انها تُضرب في لحظات ليبدأ العمل العشوائي حسب الموقع الذي يجده مدير الإنتاج فيتأجل التصوير وتبدأ المتاعب. ناهيك عن أن التصوير غالبا ما يكون في عز الحر ويستمر لساعات طويلة لايستطيع بسببه الممثل العودة الى المنزل قبل الساعة الثالثة فجراً .
وتحد آخر تطرق اليه الزدجالي في حديثه يواجه الفنان وهو التفرغ إذ لا يوجد تفريغ للممثل في العمل الدرامي بحسب مايروي الزدجالي متسائلا : إلى متى أمثل على حساب إجازاتي السنوية وعلى حساب وقتي الذي يفترض ان اقضيه بين اسرتي وكل ذلك مقابل أجر زهيد لايتعدى 75 ريالا في الحلقة.
وأضاف : الشركة التي اعمل بها لا تعترف بالتفريغ برغم المخاطبات الصادرة من وزارة الاعلام إلى كبار المسؤولين بها للعمل على تفريغي الا أنهم لا يأبهون بها بحجة أنه لا يوجد بند تفريغ في قانون العمل ! بالإضافة لذلك فإن الممثل في عمان لا يحظى بثقة في مقر عمله بأن يتولى منصبا إداريا لأسباب أجهلها وأنا أحد الضحايا رغم أنني خريج ولدي الكثير من الطموح. وفي ختام حديثه توجه الزدجالي بالشكر والامتنان لكل من سانده في مشواره الفني ووقف بجانبه .


المصدر: جريدة الزمن

ليست هناك تعليقات: