بعد ان اكرموه واستضافوه وقربوه الى ارواحهم
سعدي يوسف يسيء الى عمان والمثقفون غاضبون
إعداد ـ حمود الشكيلي:
في منتصف شهر فبراير الماضي استقبلت بلادنا الحبيبة عُمان الشاعر العربي سعدي يوسف، وكانت هذه زيارته الثانية للبلد، ومنذ أن زارها في المرّة الأولى في منتصف تسعينيات القرن الماضي بمشاركة عدد من الشعراء العرب أعجب بها إعجابا شديدا، وظل يكتب عنها مستلهما في بعض قصائده تاريخ أزد عمان... وفي زيارته الثانية أقام له النادي الثقافي أمسية شعرية مع زميلته الشاعرة جوان مايكيلي، كان ذلك يوم عشرين من شهر فبراير الماضي... ثم في يوم الخميس ترك مسقط متوجها إلى رمال آل وهيبة، ومكث ثلاث ليال في مخيم ألف ليلة وليلة برفقة الشاعر محمد الحارثي وأخيه عبدالله والشاعرة الانجليزية التي تخلت عن الذهاب معه الى لندن والمكوث في الصحراء لمدة أطول بعدها قرر العودة إلى ضاحيته اللندنية وحيدا – حسب حوارها المنشور بجريدة (عمان) يوم السابع والعشرين من شهر مارس الماضي ... فما كان من سعدي يوسف إلا أن يبدأ في شتم بلدنا التي أكرمته واستقبلته ورحبت به كثيرا.
كتب سعدي يومياته في موقعه الالكتروني وبدأ اليوميات واصفا الطبيعة والرفقة بشكل جميل حتى كتب قصيدته التي أغضبت الشارع الثقافي العماني بعنوان ( نخاسو عمان) ،وتبدو المسألة شخصية الا ان القصيدة التي كتبها كانت طعنا وشتما صريحا لكل عمان .
وهنا ننشر جزءا من يومياته التي شيئا فشيئا تحولت الى سباب وقذف ..
يقول سعدي في يومياته حول مخيم قرب الربع الخالي :
(في كتابة سابقةٍ تحدّثتُ عن ارتطامي الأوّل بتخوم الرُّبعِ الخالي ، عن البدوية سالمة ، التي عرفتني بعد خمس عشرة سنةً من غياب ...
وكذلك عن مكثي ثلاثة أيامٍ ( مدة ضيافة البدويّ قبل السؤال عن الغرض ) في مخيّم " ألف ليلة " .
والحقُّ أنني لم أتحدّثْ عن المخيّم نفسِه.
ربّما أدباً. أو رغبةً في وقتٍ ما أصلحَ للحديث .
ربّما لأستعيدَ انطباعاً هارباً.
أو لأنني فضّلتُ أن أكون خارجَ عُمان كي أغدو أكثرَ سلاسةً وحريّةً في الكلام )
ثم يقول بعد ان شبه المخيم الذي استضافه وأكرمه بمعتقل للنازية :
( بعد ثلاثة أيّام ( مدّة ضيافة البدوي ّ ) تركتُ مخيّم " ألف ليلة " هارباً ، وقد مُلِئتُ رعباً .
خلّفتُ في اندفاعتي الكابوسية ، جوان ، التي جاءت معي .
هل تركتُها مع دراكولا؟
ربما .
لأنني بعد أن رأيتُها في مَسقَط ، كانت كائناً آخر .
حمداً لله .
لقد نجوتُ بنفسي .
وبدأ سعدي في سرد ووصف المخيم وماحوله والصحراء وحتى السواح الأجانب قائلا :
هذا الصباحَ ، وفي نهارنا الأوّل ، بمخيَّم ألف ليلةٍ ، العُمانيّ ، على مشارف الرُّبعِ الخالي ، حاولنا ارتقاءَ نَـشَـزٍ رمليّ . كان الرملُ ناعماً ، أقربَ إلى الورديّ ، يُغري بالمحاولة ، لكننا ( أنا و جوان ) بلغْنا منتصَف الـمرتقى،
وعُدنا ، إلى أسفل النشَـزِ ، بسببٍ من شمسٍ شرعتْ تلسَعُ ، ومن قلبٍ شرعَ يدقُّ عنيفاً.
نحن في عُمان ، منذ الرابع عشر من شهر شباط الحاليّ ، في زيارةٍ شخصيةٍ ستدوم شهراً ، بدعوةٍ من صديقةٍ كريمةٍ هي الرسّامة العُمانيّة المعروفة نادرة محمود.
كنتُ هنا قبل خمسة عشر عاماً.
مَن عرفني في الطريق إلى المخيّم؟البدوية التي مررنا بها ، فقدّمتْ لنا قهوةً وتمراً وحلوى ، هي التي عرفتْني
ثم كتب قصدته عن عمان في برلين بتاريخ 25 مارس الماضي ويقول فيها :
إذا أتيتَ عُماناً أو سكنتَ بها ... يومَينِ ، فالشرُّ في المأتى وفي السَّكَنِ
قومٌ بلا ذمٍّــةٍ ، لاشأنَ يؤنسُهم ... إلاّ حديثٌ عن الأسلابِ والهُجُنِ
ِوعن أرِقّاءَ تاهوا في الرمالِ وعن ... سفينةٍ جَنَحَتْ في فَرْضةِ اليَمـنِ
ما كنتُ أدري وقد يمّمتُ ساحلَهم ... أني سأصــــحبُ نخّاسَينِ في زمني
الحارثــَّيْـينِ: عبدُ الله أوَّلُـهُم ... أمّا محــــمّدُ فهو المبتلى...بِـهَنِ
شادا المخيّمَ في رملِ الوُهَيْـبةِ .... فخّـاً للنساءِ الجواري البيضِ والفِتَنِ
لا بارَكَ اللهُ في أرضٍ تَسَيَّدها .... خُلقُ الضباعِ وخَرقُ المنبتِ النتنِ
لو أُبْلِغَتْ شرطةُ السلطانِ أمرَهما ... لَنكّلَتْ بهما ‘ كلبَينِ في قَــرَنِ
بعد هذه الأبيات السيئة نفتح هذا الملف للاستماع إلى آراء الأدباء والشعراء عن سعدي وتجربته؛ متسائلين إن كان يملك حقا في قول ما قاله عن البلد، حيث إن من بين الأدباء في عمان عربا يقيمون بيننا كما لو أنهم بين أهلهم وفي بلدهم:
* مبارك العامري: سقوط سعدي يوسف
"لقد سقط سعدي يوسف من أعيننا، ومن ذاكرتنا أيضا، سقوطا ذريعا، حين تطاول عامدا متعمد على قدسية ومنزلة وحمى وطن تهفو إليه الشموس لتقبل ترابه الطاهر، وأساء إلى كل العمانيين بجرة قلم حمقاء، مثلما أساء بنفس الطريقة إلى رمزين في الثقافة العمانية.. لم يراع سعدي من أكرمه وآواه وأحسن وفادته، ولا غرو في ذلك فهذا هو ديدنه مع من يحسن إليه ويكرمه، إننا يا سعدي يوسف لن نغفر لك هذا هذا الإيذاء الأرعن، وهذا الإسفاف والعدائية الفجة في نص هزيل شكلا ومضمونا، نص لا يمت لجوهر الشعر وروح الإبداع بصلة ".
*د.ضياء خضير : سعدي يوسف الذي رأى وما رأى ...
(لا أشك في أن رؤية سعدي يوسف لعمان كانت ناقصة هذه المرة. وما قاله في قصيدته الأخيرة الموضوعة في موقعه الإلكتروني:
(إذا أتيتَ عُماناً أو سكنتَ بها ..)
لا تمثل حقيقة رؤيته لهذه البلاد التي أحبها وكتب عنها وعن اهلها غير مرة. ونحن لا نشك في أن نسبتها إلى شعر سعدي لا تختلف عن نسبة تلك الهوامش والأهاجي (الشعرية ) الرقيعة الي كتبها المتبني في بعض من أساؤا إليه، وكانت نتائجها، كما نعرف، وبيلة عليه.
فسعدي ( الشاعر الذي رأى.. ) والقامة الشعرية العربية العالية، لا يمكن أن يقول مثل هذا الكلام ليكون شعرا يحسب عليه ويقاس به شعره أو شخصه الآخر، حتى إذا كان الشعر، كما كان الجواهري يقول، نزغة. نعم (نزغة) فيها من الرهق والقسوة ما قد يخرج صاحبها الإنسان (وليس الشاعر) عن الطريق ويلجئه إلى استخدام أدواته الشعرية الجارحة للتعبير عن موضوع ليس له علاقة مؤكدة بالشعر أو الرؤية الشعرية.
لقد جرح سعدي - الإنسان لدى زيارته الأخيرة لعمان في الصميم، ولم يعرف في رهقه وغضبته وشعوره بالضيم أن يفرق بين عمان حاضرا وتاريخا وحضارة، وبين من شعر أنهم أساؤا إليه فيها قاصدين أو غير قاصدين.
وكنت أتمنى على هذه الشاعرة الإنجليزية التي رافقت سعدي في زيارته الأخيرة، والتي لم نعرفها ونسمع بها إلا من خلال سعدي، أن ترجع مع رفيقها الشاعر حين قرر العودة، لتعود بعد ذلك مرة اخرى، إذا شاءت، للمكان العماني الذي أحبته وقررت البقاء فيه.
تلك هي (الأصول) كما نفهمها ولا نريد الدخول في تفاصيلها، وكان على من ضيّفوا هذه الشاعرة الإنجليزية واحتفوا بها على هامش احتفائهم بالشاعر الكبير في رمال الوهيبة أن يدفعوها إلى موقف من هذه النوع حتى إذا جاء ذلك خلاف رغبتها، لتعود مع رفيقها الذي دخلت عمان بصحبته وبسبب منه.
وإذا أردنا أن نكون أكثر صراحة، فربما كان علينا أن نقول أيضا إن هذه المراة كانت لسعدي في هذه المرحلة العمرية الأخيرة من حياته أشبه بالزوجة والرفيقة، وإن الإنسان لا يستطيع أن يتخلى بهذه السهولة عن زوجته ورفيقته حتى إذا أرادت، وحتى إذا كانت أخلاقها الأوروبية تختلف عن أخلاقنا العربية في هذه النقطة أو تلك.
لا أريد، بهذا ، أن أدافع عن سعدي يوسف ولا أن أبرر موقفه، فهو كما قلت، موقف الإنسان الجريح في كرامته، وليس موقف الشاعر المبدع الذي نعرف. وتلك (النزغة) أو (الشنشنة) التي هدرت في صدره وجاءت في هذه الأبيات الشوهاء، لم تكن غير تعبير عن تلك الحال غير السارة لسعدي وكل أصدقائه ومحبيه من العمانيين، بمن فيهم الشاعر محمد الحارثي وأخوه عبد الله، المذكوران في القصيدة.فهما لا يستحقان ذلك بالتاكيد.
وما قاله سعدي يوسف في عمان والعمانيين في غير هذه المناسبة يختلف عما يقوله في هذه القصيدة. وما قرأناه له، مثلا، في كتابه ( خطوات الكنغر) حول ( شعراء الشعاب) و ( مراقي الجبال الوعرة ) يختلف تماما عن هذا الذي يقوله هنا في هذه القصيدة.
ولعل ما كتبه مرة عن ( الفتى) سيف الرحبي بمناسبة صدور ديوانه ( جبال ) لا يصلح أن يقال عن سعدي يوسف ( الشيخ ) في هذه المناسبة:
( على هذا الفتى أن يواصل سيرة الشعراء طويلي الألسنة، عليه أن يطلق البوق، بشيرا ونذيرا، لا يهم، عليه فقط أن يعلن حقيقة مارأى ).
*عبدالرزاق الربيعي : سعدي يوسف والجسد الثقافي العماني
(حين وطأت قدماي أرض السلطنة عام1998 م كان سعدي يوسف قد مر بها قبل ذلك التاريخ بعام أو أكثر لكن الوسط الثقافي كان يتكلم باعتزاز عن تلك الزيارة التي تحدث عنها في كتابه "خطوات الكنغر" وعن شعرائها الذين احتفوا به فاحتفى بهم :سيف الرحبي , سماء عيسى , محمد الحارثي, ناصر العلوي ,ونخبة أخرى من المبدعين العمانيين , وعلى مدى تلك السنوات لم ينقطع التواصل بينه وبينهم , وذات أمسية أقيمت في النادي الثقافي أخبرني الصديق سماء عيسى أن الشاعر الكبيرسيقوم بزيارة لمسقط بدعوة شخصية من الفنانة نادرة محمود وهي رسامة عمانية ولدت وعاشت سنواتها الأولى في بغداد , فسررت لهذا الخبر لأنني لم أجتمع به من سنوات بعيدة تصل الى 17سنة وبعد أيام أخبرني عيسى عن وصوله بصحبة صديقته الشاعرة البريطانية جوان ماكنلي حيث استقبلها في مطار مسقط مع الشاعر محمد الحارثي و الفنانة نادرة التي فتحت بيتها لهما
وتركته أياما ليلتقط أنفاسه حتى أبلغني الصديق الشاعر حسن المطروشي ان سعدي يوسف يزور مبنى النادي الثقافي للاطلاع على محتوياته والإتفاق على برنامج الأمسية التي ستقام له مساء اليوم التالي , فتوجهت للنادي,وهناك وجدت الشاعر سعدي يوسف محاطا بالأخوة العمانيين والتقينا لقاء جميلا حيث حدث جوان التي قدمني لها عن آخر لقاء جمعنا بعمّان عام1994 , ثم أجريت معه حوارا ل"الشبيبة" حيث أشاد بمسقط وقال "زيارتي لعمان تأتي بعد 12عاما من آخر زيارة قمت بها لها ورغم مرور هذه الأعوام الاثني عشر لم أجد نفسي منقطعا عن البلاد وأهلها، عن صداقات لي وثقافة ظللت أتابعها وربما عن قرب وظللت التقي بأصدقائي من عمان الشعراء والكتاب في أنحاء مختلفة من العالم العربي ولهذا لا أعتبر نفسي منقطعا عن الجسد الثقافي في عمان".
وفي اليوم التالي أقام مع جوان أمسية شعرية أدارتها الشاعرة عائشة السيفية تضمنت قراءات شعرية لجوان قرأ ترجمتها الشاعر محمد الحارثي وجرى عرض فيلم سينمائي للمخرج العراقي جودي الكناني استلهم أجواءه من قصائد الشاعر وتجربته في الحياة ثم ألقى نصوصا فتجلى الشاعر الكبير في نصوصه وإجاباته على التساؤلات والمداخلات التي أعقبت الأمسية وفي ختام الأمسية شكر النادي الثقافي ونادرة محمود والحضور , وبعد أن التقطنا الصور التذكارية سألناه عن برامجه القادمة فقال سنذهب الى الصحراء لنمضي هناك أياما ’ وحين نعود نلتقي وافترقنا , بعد أيام فوجئت بسفر سعدي يوسف وعودته الى لندن وحده وعلمت من الأخ سماء أن جوان بقيت في عمان لتؤلف كتابا عنها حيث نشرت الخبر في "الشبيبة" وقرأت له مقالا نشره في مدونته بتاريخ 25-2 حمل عنوان "يوميّات على تخوم الرُّبعِ الخالي " يتغنى من خلاله بعمان فهو يقول "جئتُ إلى مَسْقَط، من لندن الباردة الممطرة، حيث لا أرى أحداً، ولا أحدَ يراني، سوى الشجرِ والطيرِ، وجدتُ نفسي، رأساً، وبلا تأخير، مع أصدقاءَ أعرفهم"
ويضيف "عندما اتّصلَ بي ، عبد الله الحارثيّ ، وأنا في لندن ، يدعوني إلى المخيَّم ، قال لي :ستسكنُ حيث سكنَ ملِكُ السويد !
والحقُّ أن الرجل صدقَ عهده ووعدَه.
أسكنني منزلاً اسمُه " بيت الرمل " Sand House
شقّة عاليةٌ ذاتُ مَطَـلَّـينِ ، يشرفانِ على الوادي ، ذي أشجار الغاف المعمّرة ، وعلى المساكن والمسالك.كلُّ ما في المكان ، مدروسٌ بعنايةٍ جماليّةٍ :الأثاث , السقف , الأرائك والـمُـتّـكآت
والغَبوق والصّبوح ! أحسستُ بأني مقيمٌ ، حقّاً ، حيث أقام ملكُ السويد!"
بعد ذلك تغير المسار وصرنا نقرأ له كلاما مختلفا , يشير الى حصول خلاف بينه وبين الشاعرة البريطانية جوان ماكنلي فأسقط هذا الخلاف على المكان وأهله في سياق مواقف وكتابات عديدة ظهرت له في السنوات الأخيرة.
أنا على يقين من أن ما كتب في عمان ليست الا نتاج ردة فعل سريعة , لا يعنيها , أما عمان التاريخ العريق فلا يؤثر عليها كلام هو نتاج ظرف عابر يمر به شاعر كبير عدّ نفسه دائما جزءا من الجسد الثقافي العماني .
د.سعيدة بنت خاطر :غضبةُ النخاس
( ردا على الشاعر : سعدي يوسف )
إذا اتيتَ عُماناً او سكنتَ بها ...
عُمرًا فالخيرُ في المأتى وفي السكنِ
والخيرُ كلّ الخيرِ في مرابعِ أهلِها
وفي مروءتِهم من سالفِ الزمن ِ
قد باركَ اللهُ في أرضٍ تسيدَها
أهلُ المكارم ِ والعلياءِ والمننِ
أهلُ عمانَ ذرى الأمجادِ صهوتهم
وغاية الفضلِ في سِرٍّ وفي عَلَنِ
منُّـوا عليكَ بعيشٍ للملوكِ فما
ارتضيتَ الا بخلقِ المنبتِ النتن ِ
( جوانُ ) شعتْ سماءُ الله في دمِها
فاستنكرتْ غضبة َ نخاسِها الوثني
ماذا تبقى ( ياسعدي ) يرغبها
وقد تهاطلتَ من عجزٍ ومن وهَنِ
إن انتَ اكرمتَ اللئيمَ لن تلقى
إلا الخساسةَ من مخزونِه العفـِنِ
ياليت تبحثُ عن قبر يُلملمكَ
فقد خبثتَ وحتى الدودُ عنكَ غني
فأرحل إلى سوقٍ ادمنتَ لعبتـها
وابعدْ سمومَكَ عن أهلي وعن وطني
*ناصر المنجي: لا يحق لحماقاتك أن تصف عمان بما وصفت
قبل خمسة عشر عاماً تقريباً ،كتب شخص، أعشق كتاباته ولم ألتق به اسمه سماء عيسى ( الذي سيصبح صديقي فيما بعد ) مقالاً جميلاً عنوانه ( أهلا بسعدي يوسف .. أهلاً بالشعر ) وكان هذا المقال كافياً كي أقرأ دواوين الشاعر سعدي يوسف ، بعدها بأيام زارنا الشاعر سعدي يوسف في الجامعة، رفقة شعراء آخرين ، كنا وما زلنا طلاباً .
أهلاً بالشعر .. أهلاً بسعدي يوسف هي دعوة مفتوحة من شاعرنا سماء عيسى لقراءة سعدي يوسف ، قرأناه وأحببناه ، ولكن منذ تلك الفترة وخلال خمسة عشر عاماً وللأسف الشديد تغير سعدي يوسف وعندما قرأت قصيدته التي كتبها عند وفاة الشيخ زايد بن سلطان رحمة الله شاتماً أياه وهو الذي قبض آلاف مؤلفة من دراهم دولة الإمارات استغربت كيف لشاعرنا سعدي يوسف الذي أحببناه يشتم الشخص الذي أحسن إليه ومتى ؟ بعد وفاته ، ولا أدري إن كان قبل هذه الحادثة أو بعدها أدعى شاعرنا سعدي يوسف بأنه هو الذي يكتب للروائية أحلام مستغانمي ، وبعدها نشبت معارك لا عد لها بين سعدي يوسف وغيره من المثقفين العرب .
وفي نفس الفترة التي تعرفت فيها على شعر سعدي يوسف ، قرأت قصة قصيرة لكاتب اسمه عبد الله أخضر ، واستغربت أن هذا الكاتب عماني واسمه عبد الله الحارثي ، وفيما بعد سيصبح أخاً مثل سماء عيسى الذي كتب أهلاً بالشعر أهلاً بسعدي يوسف ، سعدي الذي لا تنتهي مشاكله مطلقاً .
وللأسف الشديد أبى الشاعر سعدي يوسف إلا أن يشعل حريقاً في عمان ، عندما كتب قصيدته ( هل هي قصيدة !!) نخاسو عمان ، أراني مجبراً أستاذي العزيز أن أقول لك تأدب يا شاعرنا سعدي يوسف ، فقصيدتك هذه إساءة بالغة لعمان التي قال عنها النبي عليه الصلاة والسلام ( لو أتيت أهل عمان ما سبوك وما ضربوك ) وعمان أكبر منك يا سعدي يوسف ، وعمان خط أحمر لا يحق لحماقاتك أن تصفها بما وصفت .
*خميس قلم : مجاراة لركاكة سعدي يوسف، مع الاعتذار للشعر
لا عاشَ من نالَ من قومي ومن وطني .. أنا العمانيّ، والتاريخ يعرفني
أنا العمانيُّ ربّ الشعر يحفظني .. أنا العمانيّ، والأحلامُ تتبعني
جدّي الخليلُ الفراهيديّ تذكره .. وكيف تنسى سليلَ الضادِ والمحنِ
إن كان غرّك يا ( تعسي ) تسامحنا .. فقد رفعنا ثياب العزّ عن نتنِ
ما كان مثليَ هجاءً ولا سمجاً .. حتى أقولَ كما قد قلتَ من عفنِ
لكن تذكرْ: لسانُ المرء مقوده .. وقد يقود كلام الشرّ للكفنِ
قد فُضّ فوك، وللمعنى قراصنةٌ .. " إنّ السفينة لا تجري " بلا سَفِنِ
محمد السناني: اعتذر يا سعدي يوسف عما فعلت...
في الحقيقة أنا مصدومٌ جداً لما قاله سعدي يوسف عن عُمان وعن الشاعر الأستاذ محمد الحارثي وأخيه عبد الله. مصدومٌ لما قاله شاعرٌ عربيٌّ كبيرٌ عن بلدٍ عربي كبير وعن أناس كبارٍ في أدبهم ومكانتهم وأخلاقهم. شعرت بالإهانة الحقيقية، كيف لشاعر استضافه محمد وعبد الله الحارثي وأحسنا ضيافته أن يطعنهما بكلامٍ لا يليق بالأدب ولا بالشعراء ولا بالعراق وعمان. وإنني أطالب الشاعر سعدي يوسف باعتذار رسمي للأستاذين محمد وعبد الله الحارثي، وأن يتبرأ من كل كلمة قالها في حقهما وحق عمان، حفظاً لود وكرامة الشعر والعروبة والتاريخ. وأتضامن تضامناً كاملاً مع الأستاذين محمد وعبد الله الحارثي في كل ما من شأنه أن يعيد لها اعتبارهما وحقهما الكاملين غير المنقوصين.
هناك تعليقان (2):
إرسال تعليق