الثلاثاء، 19 يوليو 2011

هل ستكسر ثقافة الموضة والجينز في مسلسل (توين فيلا) رقابة التليفزيون؟!


الدورة الدرامية الرمضانية ..بين الشروع والتردد
مشهد من مسلسل توين فيلا

مشهد من مسلسل توين فيلا

المسلسل الكارتوني العماني المقتبس عن "عارف البرذول"


حالة من اللااستقرار تسود تلفزيون سلطنة عمان ودائرة الإنتاج بوزارة الإعلام بسبب الدورة البرامجية للتليفزيون في شهر رمضان المقبل الذي لم يتبق على قدومه سوى ثلاثة عشر يوما.
 وبحسب مراقبون مراقبين مقربين من وزارة الإعلام فإن عدم الاستقرار على الاختيار ناتج عن سببين: عدم وضوح الرؤية في الأعمال الدرامية التي ستبث إذ لا تزال المفاوضات جارية مع عدد من المؤسسات الفنية الخاصة التي تخوض غمار الانتاج لهذا العام على نفقتها الخاصة وبعضها بتمويل مباشر من ديوان البلاط السلطاني ومنها مؤسسة "المؤنس" التي لها عملان فنيان هما المسلسل الكوميدي "توين فيلا" والمكون من ثلاثين حلقة ومسلسل آخر كارتوني يتكون أيضا من ثلاثين حلقة ويعد أول عمل عماني ثلاثي الأبعاد ومتعدد اللهجات ويضم في حلقاته شخصيات من بيئات مختلفة تتناول كل حلقة افكارا اجتماعية خليجية وعربية كتب نصوصها عدد من القاصين العمانيين منهم سليمان المعمري ، وهدى الجهورية ، وهلال البادي ، وعبدالعزيز الفارسي وآخرون.
وذكر مطلعون أن "المؤنس" طلبت مبلغا ماليا كبيرا يوازي أو يفوق حجم انفاقها على هذه الاعمال إلا أن التليفزيون لم يتخذ قرارا بعد الامر الذي ينم عن تردد المسؤولين في شراء هذه الاعمال كون ان التليفزيون غير مستعد لدفع مبالغ كبيرة تتعدى السقف المالي المحدد لع، اذ تشير المعلومات الاولية إلى ان المؤنس طلبت ما يتعدى النصف مليون ريال في العمل الكرتوني في حين ان التليفزيون يوظف مثل هذا المبلغ في انتاج ثلاثة أعمال درامية..هذا من جانب، من جانب آخر ربما وبحسب مايتردد ان صيغة التفاهم والتعاون بين التليفزيون وبعض الشركات الخاصة المنتجة قد تصل الى طريق مسدود كون ان بعض الاعمال تم الاشتغال عليها بعيدا عن رقابة وقيود التليفزيون وهي من انتاج خاص يراعي الجانب التسويقي ولا يقر في كثير من الاحيان بالرقابة التليفزيونية، الأمر الذي يتعارض معسياساته وتوجهاته وفي حال تنازله عن بعض شروطه فإن ذلك يشكل تراجعا أو كما يقال ازدواجية في سياساته بما يجعلها رهن الاجتهاد الشخصي وهذا في حد ذاته كفيل بإيجاد اشكالات كثيرة بينه والمؤسسات المنتجة في الأعمال اخرى مما يشكل ضغطا ربما يدفعه الى تنازلات اخرى على حساب رقابته وبالتالي فتح الطريق لمرحلة جديدة من الانتاج تراعى الجانب التسويقي قبل الجانب الرقابي ولعل مسلسل "توين فيلا" الذي تنتجه شركة المؤنس الأقرب ذكرا في الوقت الحالي للكسر الرقابي في حال موافقه التليفزيون على شرائه وبثه على شاشته فالعنوان بحد ذاته احد المحظورات التي يتعامل بها التليفزيون الذي لاتقر رقابته سوى بالمصطلحات العربية في العناوين والحوارات وما عداها كفيل بحذف مشاهد كثيرة من العمل ربما تكون ذات اهمية وتدخل في سياق الحدث والصراع الدرامي ليبدو مهرجلا للجمهور.
وعلى نحو مشابه يحلق "توين فيلا" في فضاء رحب لا تحده قيود التليفزيون في ثوب غير تقليدي يأخذ طابع المجتمعات المتقدمة الأكثر انفتاحا وتحررا.
وبحسب ما نشر فإن العمل ينقل معاناة الفتاة العربية من احداث تتعرض لها وتحديات تواجهها في محيط عملها ومحيطها الأسري محاولا تقديم حلول لمشاكلها كما يتعرض لكافة التحديات التي تواجه الرجل العربي أثناء مواجهته لهذه المشكلات ويجمع في احداثه وجوها فنية من السلطنة والخليج والوطن العربي مثل صالح زعل وفخرية خميس من عمان وأمل محمد من الإمارات ووفاء مكي من البحرين وديمة الجندي من سوريا وأمينة القفاص من البحرين وهو من تأليف مالك المسلماني وامل السابعي، بينما يقوم بإخراجه محمد العوالي .
توليفة متناسقة ذات ثقل فني تستطيع نقل العمل الى فضاء التسويق الخليجي وربما العربي متى وجد سبيلا الى ذلك لاسيما وأن منتج العمل وضع ذلك ضمن اولوياته لذا نجد في سياق القصة تركيزا على العنصر النسائي الجاذب بمفاتنه وأزيائه العصرية المتفرنجة (الجينز والسويتر والكعب العالي) وهو قياس جديد لمفهوم التسويق على غرار توجهات أكثر الشركات المنتجة في الخليج والوطن العربي التي تلبي مطالب الفضائيات واشتراطاتها في ظل منافسة حامية الوطيس مع الدراما التركية التي اكتسحت الفضائيات في الآونة الأخيرة .
وعودة الى "توين فيلا" والى ظروف وحيثيات تأسيس مؤسسة المؤنس نجد دعما واضحا ومجزيا من ديوان البلاط السلطاني في اطار خطة عامة للنهوض بالدراما العمانية من خلال دعم وتمويل الشركات المحلية للوقوف على اقدامها لتولي زمام مسؤولية الانتاج وهي خطوة ناجحة في طريق الارتقاء والنهوض بالدراما العمانية إذ لا يمكن الاعتماد كليا على التليفزيون في هذا الجانب ومن هنا تتشكل قناعة واضحة بأن العمل جاء ليضع اللبنة الاولى في طريق التأسيس لدراما راقية معاصرة تنافس نظيراتها في الخليج والوطن العربي وطالما ارتفعت الاصوات منادية باتخاذ ما يمكن أن يفضي الى ذلك وعليه سارع المنتج ناصر البدري بمبادرات تنم عن ثقة معتمدا على عناصر مهنية وادوات فنية كفيلة بإحداث فارق في تاريخ الدراما طالما عجز عن ذلك التليفزيون وما عجزه إلا من سياساته وتوجهاته التي لم يتراجع عنها قيد أنملة في ما مضى فالكوادر التي يمتلكها التليفزيون بأدواته ليست أقل شأوا ولكنها تجد ما تحدها ويقف دون تقدمها نحو النجاح ويبقى السؤال الذي يشغل الشارع الفني : هل ستكسر ثقافة النوضة والجينز في "توين فيلا" رقابة وقيود التليفزيون؟
ومن "توين فيلا" نعرج إلى "ود الذيب" وهو عمل جديد من انتاج مؤسسة صور للانتاج الفني لصاحبها سالم بهوان في اول انتاج تليفزيوني لها والعمل مستنبط من البيئة العمانية البدوية في طابعه وانكشافاته والمختلف فيه هو انه اول مسلسل بدوي ينفذ في عمان، ولوج جديد لم يسبقه اليه احد وثمة جهد ملموس في العمل من كادره التمثيلي والفني وزيادة في تسويق العمل استعان بهوان بصوت الفنان السعودي راشد الماجد لغناء المقدمة بينما اسند مسؤولية الموسيقى التصويرية للملحن العماني خالد بن حمد البوسعيدي وبرغم ان اغلب الوجوه في هذا العمل جديدة باستثناء سالم بهوان وعبدالله مرعي وصالح زعل وبعض الاسماء إلا أن بهوان يرى في ذلك ورقة يمكن الرهان عليها إذ طالما طالب الجمهور بوجوه جديدة غير التي يعرفها واعتاد عليها .
ربما سيكون "ود الذيب" الأقل تعرضا لتدخلات الرقابة في التليفزيون وخبرة بهوان دفعته لمراعاة هذا الجانب قبل الشروع في كتابة العمل التي سبقتها حلقات عمل بين مخرجه عبدالله حيدر وكاتبه هود الهوتي للخروج برؤية فنية لا تتعارض مع متطلبات الرقابة.
وتدور أحداث المسلسل في الصحراء حيث الجفاف والارتحال ويؤدي بطله سالم بهوان دور طبيب شعبي يقضي حياته في مساعدة الناس والقبائل في الحصول على الماء فضلاً عن تقديم باقي المساعدات فيقع في حب فتاة بعد أن يساعد قبيلتها في الحصول على الماء ليكتشف فيما بعد أن اباها قد نذر بتزويج ابنته لمن يأتي بثأر ابنه لتتصاعد بعدها الاحداث.
ويصف بهوان التجربة بأنها مجازفة ولكنها مدروسة ولا يوجد ما يستدعي تدخلا رقابيا فالعمل يجسد البيئة المحلية وقصته لا تحاكي ما هو غير مألوف أو يقع في اطار المحظور حتى لغة العنف والنار جعلها بهوان محدودة لا تشكل فاصلا مؤثرا في العمل بما يوجزه من وعي رقابي اكتسبه من واقع احتكاكه وخبرته في المجال الفني من مسيرة تمتد سنوات طويلة .
أما الجزئية الثانية التي يذكرها المراقبون فهي الصراع الكبير بين منتجي الاعمال ومخرجيها مع المسؤولين في الوزارة حول التوقيت الزمني للعرض وربما يكون السبب في تأخر اعتماد جدول البرامج حتى الآن، فالمحاولات والمطالبات قائمة من مخرجي المسلسلات ومنتجيها لعرض أعمالهم في وقت الذروة القصوى (بعد الإفطار مباشرة) معللين ذلك بأسباب تجعلهم على حق بمطالبهم حسب وجهات نظرهم.
وستكشف الايام القليلة القادمة عن الخارطة الدرامية الرمضانية والاعمال التي سيقع اختيار التليفزيون عليها .




ليست هناك تعليقات: