الجمعة، 24 يونيو 2011

الخبير الفرنسي سبيان ماهو: عمان أرسلت ملفات فني "التغرود والعياله" للإمارات..وكثير من فنون الخليج أصلها عماني

الخبير الفرنسي سبيان ماهو:

"البرعة" أكثر من كونها رقصة
السلطنة تمتلك ثروة من الفنون
كثير من فنون الخليج لها أصل عُــماني
أعددت عشرة ملفات منها "التغرود والعيالة" والسلطنة أرسلتها للإمارات
الفرنسي سبيان ماهو

الباحث الفرنسي سبيان ماهو وراشد المعولي



بورتريه- راشد المعولي:
من لم يسقط حبة عرق من جبينه فليس بباحث، هذا ما يؤمن به سبيان ماهو الباحث الفرنسي في الفنون التقليدية العمانية والخليجية والذي قضى ما يقارب اثنتي عشرة سنة في منطقة الخليج متنقلا من بلد لآخر،ماهو اعد عشرة ملفات مستقلة لأبرز الفنون العمانية التقليدية أهمها ملف "فن البرعة" الذي نال على اعتراف منظمة اليونسكو لتدرج "البرعة" ضمن قائمة التراث الإنساني العالمي غير المادي العام الماضي، مع العلم بأن ماهو حاصل على درجة الدكتوراه في الفنون التقليدية وهو باحث في الموسيقى التقليدية العمانية والخليجية وباحث في جامعة باريس ومركز البحوثات للشعوب ومركز البحوث في متحف تاريخ الطبيعة وباحث في المركز الفرنسي للبحوثات الاجتماعية في اليمن .. "الزمن" التقت به وكان هذا الحديث خلال الاسطر التالية:


بدايات
ثمة منطقة في العالم تبدو مجهولة بالنسبة إليه رغم أن اسماء عدد من دول تلك المنطقة كثير ما تتردد على نشرة الأخبار الرئيسية ولذا فإن الفضول هو ما يقود الخبير الفرنسي سبيان ماهو لمعرفة ما يجهله، إنها دول الخليج تلك المنطقة التي يعمل أفرادها في استخراج النفط حسب أقصى معلومة لدى "ماهو" قبل 12 سنة حسب حديثه الخاص لـ"الزمن" والذي كشف فيه عن مسيرته العملية التي يعد فيها أبحاثه عن الفنون التقليدية الخليجية وبالأخص العمانية. انتقل ماهو بين البحرين وقطر والامارات ليستقر في السلطنة ثم يواصل رحلته البحثية نحو بلدان مجاورة. ماهو يبدي سعادته بوجوده في السلطنة وبطريقة تعامل العمانيين المثالية مع الضيوف، كما يبدي اعجابه بما تمتلكه السلطنة من مقومات سياحية طبيعية جميلة.


العربية
سبيان ماهو تعلم العربية في فرنسا أيام دراسته الثانوية عندما كانت المعلمة تجبر الطلاب وهو منهم على مشاهدة المسلسلات الكارتونية العربية كأسلوب تعليمي لتبدأ العربية تنمو في لسانه فيكرس جهده على توضيبها وممارستها لتلين مخارجها حتى أصعب حروفها لينتهي عند حرف الضاد الذي وضبه كرمز للغة العرب.
تنقل ماهو كثيرا بين البلدان العربية حتى أصبح ينافس الرحالة ابن بطوطة في تنقله؛ تحدث العربية متكسرة في بدايته وبمرور الوقت كان من الصعب على المرء أن يدرك بأن ماهو ليس عربيا؛ فلسانه يلوج العربية بلهجاتها المختلفة وكأنها لغته الأم، سألته متعجبا أول ما حادثته: أأنت عربي الأصل؟ رد ضاحكا وهو يشير على لسانه: لم تنزل عليّ من السماء لقد اجتهدت من أجلها. واستطرد: كلمات من اللهجة المحلية المتداولة في ساحل الباطنة تبدو أنها لصقت في لساني ولذا أحاول أن اتحاشها حتى لا تتداخل مع الفصحى.


ملف "البرعة"
في حديثه المتواصل عن الفنون الشعبية التقليدية العمانية والتي فصل اداءها حسب ما هو متبع صمت مندهشا عندما ذكر لسانه "فن البرعة" أتبعه بمديح عن هذا الفن المنتشر في محافظة ظفار، قال ماهو: ان "البرعة" هي اكثر من كونها رقصة إنها تجسد العلاقة الاجتماعية بين البشر بمختلف أجناسهم من خلال الحركات الرمزية في "فن البرعة".
وأضاف ماهو الذي أعد ملف "البرعة" لمنظمة اليونسكو والذي بموجبه ضمته اليونسكو العام الماضي لقائمة التراث الإنساني العالمي غير المادي ان ملف البرعة أعده مع ملفات اخرى (الرزحة، الرزفة، العيالة، الميدان، الهبوت، العازي، التغرود، المال) وكلها تشكل قيمة ثقافية قيمة في المشهد العماني، وأضاف ماهو: ان السلطنة لديها مخزن او ما يعتبر ثروة ثقافية ولديها ملفات جاهزة بخصوص تلك الفنون. "ماهو" قال ان ملفات قام بعملها ارسلتها السلطنة للإمارات ضمن اتفاقية تعاون مشتركة بينهما وهي ملفات (العيالة والتغرود).


الفنون العُـمانية
أخذ سبيان ماهو يدندن ببعض الترنيمات الغنائية الشعبية العمانية التي يختزنها في ذاكرته أعقب الدندنة بحديث طويل عن جذور الموسيقى الشعبية والتي هي محور بحثه من جميع اتجاهاتها وخاصة محور الأصل والجذر التاريخي وعلاقة الفنون ببعضها البعض كعلاقة جمالية، علّق ماهو على تشابه كثير من الفنون بين دول الخليج بأن كثيرا من الفنون الخليجية لها أصل عماني وربما يعود السبب لهجرة عدد كبير من العمانيين في خمسينيات القرن الماضي إلى دول الخليج للعمل او للتجارة ولذا نقلوا معهم ثقافتهم الخاصة بما فيها الفنون، مشيرا إلى أن عددا من الفنون الشعبية في السلطنة وخاصة في منطقة الباطنة والشرقية لها علاقة متبادلة مع الفنون بشرق افريقيا وزنجبار.


معايير بحثية
وقال ماهو ان اعداد البحث الميداني ليس من السهل بتاتا ولذا فإن الحذر هو السيد في التعامل مع الاخرين لضمان احترام العادات والتقاليد وتقدير أصحاب الفن حتى نأخذ المعلومة ومهمة الباحث هنا لا تقتصر بأخذ المعلومة فقط بل ومتابعتها وتحليلها وتبيان قيمتها ودلالتها فكل ملف يعده الباحث عليه أن يأخذ في الاعتبار الناحية التاريخية وموضعه واختلافه بين كل منطقة واخرى وكلمات الفن وطريقة الأداء وغيرها من المعايير البحثية.

ليست هناك تعليقات: