مستهلكون يتذمرون من "الحـر".. ومسؤولون يبررون "الضغط"
تجار يرمون محتويات ثلاجاتهم .. ولا تعويض!
تقرير- راشد المعولي:
عاما بعد عام والحال كما هو والصورة نفسها تتكرر، انطفأت الأضواء وكل ما تم ربطه بالسلك الكهربائي ليبدأ الكبير بالتذمر والطفل بالبكاء والتاجر رمى ما حفظته آلات التبريد من مواد غذائية بعدما أفسدته الحرارة والرطوبة الشديدتان، تصريحات صحفية تخرج من لسان مسؤولي قطاع الكهرباء بداية كل عام تبشر الناس بالخير وبأن انقطاع الكهرباء لن يتكرر؛ ذلك على ورق الصحف، الوضع في الواقع مغاير حيث نشهد انقطاعا وراء اخر والعذر ذاته يتكرر من قبل "هيئة الكهرباء" مفاده أن ارتفاع الحرارة مع الطلب المتزايد على الكهرباء هما ما يسببان ضغطا كبيرا على المولدات والمجمعات الكهربائية وينقطع التيار عن منطقة معينة لتخفيف الضغط وغالبا ما تكون أوقات الضغط المتزايد في وقت الليل والظهر نظرا لاستهلاك الناس للكهرباء بصورة أكبر في هذا الوقت خصوصا مكيفات الهواء، وفي ظل هذا الوضع تساؤل المستهلكين يتكرر حاله حال التصريحات والاعذار المتكررة: "ما ذنبنا في ذلك؟ ندفع مستحقات الاستهلاك نهاية كل شهر فلماذا تقطع الكهرباء؟ وإلى متى سيظل الوضع هكذا؟"
مشاريع ومناقصات مليونية
حسب الخطة الخمسية الثامنة (2011-2015) فإن مخصصات الاستثمار في قطاع الكهرباء تبلغ ملياري ريال كما أن مجموع استثمارات الهيئة العامة للكهرباء والمياه خلال الفترة المنصرمة بلغ 500 مليون ريال لتعزيز الخطوط والشبكات، كما ان مناقصات مليونية يطرحها مجلس المناقصات بين فترات متقاربة بجانب مشاريع تم الإعلان عنها سابقا وهي مشروع محطة لتوليد الكهرباء تعتبر من أكبر المحطات في ولاية صور بجانب العمل بمراحل متقدمة في محطتي صحار وبركاء وتعزيز محطة الغبرة وغيرها من المشاريع الكهربائية في الوقت نفسه يبقى الوضع لدى المواطن أو المقيم نفسه لم يتغير حيث يتكرر انقطاع الكهرباء في مختلف مناطق السلطنة.
أخبار ولا أفعال
يقول المواطن بشير الخروصي من الباطنة: من الصعب أن تتخلى في وقت الصيف عن الكهرباء لمدة تزيد عن خمس دقائق فما بالك أن انقطاع الكهرباء يستمر في بعض الأحيان إلى أكثر من ساعة وما يزيد الطين بِلّة أن الرطوبة الشديدة تكاد تخنق الكبار فكيف سيكون وضع الأطفال وخاصة الرضع منهم؟؛ إنه وضع صعب جدا، ويضيف بشير: بداية كل عام نستبشر خيرا على أساس أن الكهرباء لن تنقطع عنا مجددا وخصوصا عندما نرى في الصحف ونسمع في الأخبار المحلية عن قيمة المخصصات المالية لقطاع الكهرباء وما يزيدنا استبشارا هو المناقصات بملايين الريالات ولكن الخيبة تكون أكبر بمجرد أن نخيم في كومة من الرطوبة والحرارة تلهب أجسادنا وأجساد أطفالنا.
التذمر سيد الموقف
خديجة الزدجالية من سكان محافظة مسقط تقول: منذ كنا صغارا والصورة نفسها تتكرر؛ الكهرباء تنقطع عن حينا الذي نسكن فيه ولا حلول نلمسها من الجهة المعنية أو من الهيئة العامة للكهرباء، وتضيف خديجة: غالبا ما تنقطع الكهرباء في الليل عندما نخلد إلى النوم أو في وقت الظهر في ذروة الحرارة والرطوبة فكلا الوقتين يكون الناس فيها أشد حاجة للكهرباء وخاصة لمكيفات الهواء لذا يكون التذمر هو سيد الموقف والبعض يأخذ به الغضب والتذمر من الوضع ليتصل بالخط الساخن لقطاع الكهرباء ويكيل للموظف سيلا من الشتائم.
ويوافقها الرأي بدر السعدي فيقول: يسبب انقطاع الكهرباء لنا الكثير من المتاعب وخصوصا أيام الاختبارات المدرسية فلا يستطيع الطالب أن يذاكر دروسه بسبب الظلام والحر فإما ينتظر طوال الليل حتى يتم استعادة الكهرباء ويواصل يومه بدون نوم أو أن ينام ويذهب للاختبار بدون مذاكرة وفي الحالتين فإن الأمر سلبي لطلاب المدارس ويقلل من انتاجيتهم والحال ينطبق على الموظفين.
خسائر بالجملة
محمد البلوشي صاحب محل بيع مواد غذائية يقول: أسوأ ما يعتري مسيرة قطاع بيع المواد الغذائية هو انقطاع الكهرباء فنتيجتها السلبية تكبدنا خسائر كبيرة ومثالها أن محتويات آلات التبريد والثلاجات تعطب بمجرد ذوبان الثلج عنها مثل اللحوم والدجاج والآيسكريم والحليب واللبن ومشتقاتهما التي تحتاج للتبريد كما أن موادا غذائية اخرى لا يمكن ان نبيعها وهي غير باردة، ويضيف البلوشي: فضلا عن تلك الخسائر فإن النظام الآلي لتحصيل المبيعات لا يعمل بدون كهرباء كما أن الجو يكون حارا جدا والمكان مظلما وهو ما يعني أننا نوقف العمل ونرمي محتويات التبريد وبالتالي نتكبد خسائر مادية كبيرة بدون تعويض وكل ذلك بسبب انقطاع الكهرباء ولا نعرف إلى متى سنظل نعاني من خدمة هي الأهم في حياتنا وفي بلدان مجاورة تمر عليهم السنون دون ان نسمع عن معاناتهم ممن انقطاع الكهرباء.
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق