الثلاثاء، 17 مايو 2011

رئاسة الجمعية العمانية للمسرح..بين الشهادة والخبرة









عماد الشنفري



مسرحيون يطالبون بإصلاح الإدارة وتغيير بعض لوائحها

عماد الشنفري: نطالب بفتح تحقيق ومعرفة من غيّر المادة بالخفاء؟
أحمد سالم البلوشي
محمد السيابي: مندهش من استبعاد فنان كبير بسبب شهادة!
أحمد البلوشي:الإدارة السابقة انحرفت عن أهداف الجمعية الأساسية
محمد النبهاني:ثقة المسرحيين اهتزت في الجمعية بسبب الإدارة السابقة
سعيد البوسعيدي:ليس من المعقول استبعاد فنان بحجم طالب محمد
يوسف البلوشي:الفن موهبة ورئاسة جمعية لا تعيقها شهادة
نورة البادية
نورة البادية:كيف لنا أن نركن المؤسسين للمسرح بسبب ورقة!

استطلاع- راشد المعولي:
نتيجة للصراع على رئاسة الجمعية العمانية للمسرح ظهر خلاف كبير حول أحد الشروط المقترنة بالرئاسة في لائحة الجمعية "وهو البند رقم 36 من الفصل الرابع فيما يخص رئيس الجمعية والمقتضي بحصوله على الشهادة العامة"، وتأتي خلفيات الموضوع بعد أن رفضت وزارة التنمية الاجتماعية التشكيل الإداري الجديد للجمعية والذي قضى بانتخاب الفنان طالب محمد البلوشي رئيسا للجمعية؛ وجاء تعليل وزارة التنمية الاجتماعية بعدم توافق احد الشروط (الشهادة العامة) مع مؤهلات الفنان طالب محمد وبالتالي على "قائمة الصلاح" الفائزة في الانتخابات الاخيرة إعادة انتخاب رئيس اخر للجمعية.
محمد النبهاني
ونتيجة ذلك نستعرض هنا آراء عدد من المسرحيين المعروفين فيما يخص ضرورة وجود شرط "الشهادة العامة" من عدمه، وهل الشهادة تغني عن الخبرة؟ أو العكس؟ وما فائدة وجود شهادة بدون خبرة في إدارة جمعية مسرحية؟




استبدال المادة بأخرى:
سعيد البوسعيدي
يقول المسرحي عماد الشنفري رئيس فرقة صلالة المسرحية وأحد المتقدمين للمنافسة في الانتخابات الاخيرة للجمعية ان مجلس المؤسسين المكون من أربعين مسرحيا عند اجتماعه لمناقشة لائحة الجمعية وضعت مادة مرتكزة على وجود الخبرة لدى رئيس الجمعية وكانت على النحو التالي: خبرة ثلاثين سنة في حال عدم وجود شهادة لدى المسرحي المتقدم لرئاسة الجمعية أو خبرة عشرين سنة في حال حصول المتقدم على الشهادة العامة أو خبرة عشر سنوات في حال حصول المتقدم على شهادة أكاديمية.
محمد هلال السيابي
ويضيف الشنفري: تم تغيير المادة دون الرجوع للجمعية العمومية المكونة من المؤسسين الأربعين ولا نعلم متى حدث ذلك فعلا؟ولماذا؟ وعليه نطالب بفتح تحقيق في هذا المجال لتحري الحقائق ومعرفة من غيّر المادة بالخفاء دون الرجوع للمؤسسين لأنها تشكل بادرة خطيرة بحق المسرحيين الأوائل وعليه نرى أنه من الضروري عقد اجتماع لمجلس المؤسسين ومناقشة أوضاع الجمعية المتهالكة لانتشالها من هذا الوضع الذي لا يسر أحدا وكذلك عليهم انتخاب مجلس إدارة جديد مكون من أعضاء قائمة الصلاح كونها هي القائمة الفائزة في الانتخابات الأخيرة والتي ربما يراها البعض انتخابات صورية وليست حقيقية ولكنها في النهاية تبقى انتخابات بغض النظر عن الخلفيات والنوايا السابقة وما جرى فيها من تسجيل أعضاء جدد لا علاقة لهم بالمسرح فقط من أجل الانتخاب ومن يقول عكس ذلك فأقول أين هم الآن؟ وأين اختفوا؟ ولكن هذه ليست قضيتنا وإنما القضية التي تهم الجميع هي استقرار الجمعية لتقوم بأهدافها الذي انشئت من أجلها ومن أجل لمّ شمل المسرحيين العمانيين بعدما تسببت الإدارة السابقة في ابتعاد المسرحيين يوما عن يوم بسبب ما ظهر نتيجة قراراتهم الشخصية المنفردة.
يوسف البلوشي
واختتم الشنفري حديثه ان الفنان طالب محمد غني عن التعريف ولديه من الخبرة ما تعادل شهادة الدكتوراة وليس بحاجة لشهادة عامة حتى تعرقله عن رئاسة الجمعية فالخبرة هي الفيصل في الأمر فكم من شهادات ورقية لا خبرة عملية لديها وفشلت في إدارة الكراسي.


الشهادة ليست الأساس:
أما الفنان محمد بن هلال السيابي فيقول ان شرط الشهادة العامة كان أحد المحاور التي وقف عليها المؤسسون الأربعون وكان من المتفق في نهاية الأمر أن تكون الخبرة هي الأساس أو أن يكون أكاديميا بشرط وجود خبرة وممارسة للفن ولكن المفاجاة ما سمعناه مؤخرا عن استبعاد الفنان طالب محمد من رئاسة الجمعية بسبب وجود بند يشترط الشهادة العامة وهذا البند لم يكن من المتفق عليه ولا من المرحب بمثل هذا الشرط كونه سيسبب في الاستغناء عن المؤسسين للمسرح المحلي أصحاب الخبرة الواسعة في المسرح ولأن الشهادة العامة لم تكن بذلك الأهمية في الماضي أيام العصر الذهبي للمسرح فلم يسع عدد من المسرحيين لنيلها وانشغلوا بممارسة الفن وأعطوا جهدهم ووقتهم للمسرح فكان الأولى أن توجد لهم صيغة قانونية في بنود الجمعية للاستفادة من خبرتهم لقيادة دفة الجمعية ولذا فإني اندهشت من استبعاد الفنان الكبير طالب محمد بسبب شهادة.


استثناء لأهل الخبرة:
من جهته قال المسرحي أحمد بن سالم البلوشي عضو مجلس إدارة الجمعية في تكتلها الجديد ان الجمعية العمانية للمسرح مؤسسة حديثة الميلاد على ارض الواقع منذ 2009م وهي بحاجة الى الكثير من العمل التأسيسي لها اولها لم الشمل المسرحي الذي تشتت اثناء عمل الإدارة السابقة لبعض الأسباب الوجيهة في نظري وثانيها انشاء قاعدة معلومات عن الفنان المسرحي العماني وثالثها فتح قنوات التواصل بين الجمعية والفنان المسرحي و هناك العديد من المتطلبات الضرورية التي كان ينبغي الوقوف عندها من قبل الادارة التي تم تعيينها لمدة ستة اشهر لعمل الترتيبات اللازمة لتأسيس هذه الجمعية الا ان الإدارة السابقة كان لديها طموح اكبر من التأسيس فشرعت الى تنفيذ برامج وفعاليات مسرحية متخصصة على حساب التأسيس وهذه البرامج والفعاليات ينبغي ان تكون من خطة عمل ادارة منتخبة وليس ادارة معينة تم تحديد اهداف لها وهي تختص بالتأسيس .
ويضيف أحمد بن سالم:اما فيما يخص بالمادة 36 من الفصل الرابع في الحقيقة تفاجأت شخصيا من هذه المادة العقيمة والتي اشك انها كانت بهذه الصياغة قبل الإشهار لأني اتذكر انه تم مناقشة شرط الترشح الى منصبي الرئيس ونائب الرئيس وذلك قبل مرحلة الإشهار وكان النقاش بحضور المؤسسين وصار خلاف وجدال وتباينت الرؤى والاقتراحات فيها لكن في النهاية تم الاتفاق على المؤهل الأكاديمي أو ان يتوفر في المترشح الخبرة في المجال الفني وطبعا الأمر يعود في النهاية الى القائمة التي تفوز بثقة الجمعية العمومية في من تختار الأكاديمي او صاحب الخبرة وهذا شأن داخلي للقائمة وبأغلبية الأصوات لكن في حالتنا في قائمة الصلاح عندما فازت بثقة الجمعية العمومية وفوز الفنان طالب محمد بأغلبية 6 اصوات مقابل 3 في الانتخاب الداخلي في قائمة ( الصلاح ) بحضور 8 اعضاء واعتذار 1 بعذر مقبول لكن فوجئنا بطعن في فوز الفنان طالب محمد برئاسة الجمعية العمانية لعدم تحقيقه لشرط الترشح السؤال الذي يفرض نفسه اذا كان الطاعن هو نفسه رئيس الجمعية السابق وهو على علم بكل مادة من مواد النظام الأساسي للجمعية العمانية للمسرح لماذا لم يعترض اثناء الاجتماع والانتخاب لرئاسة الجمعية للفوز برئاسة الجمعية لأنه حينها تقدم اثنان فقط للترشح لمنصب الرئيس وهما الفنان طالب محمد والدكتور محمد الحبسي ولن يكون هناك مجال للاخرين للترشح لأن باب الترشح يكون قد اقفل حينها ومما زاد الشك في هذه المادة ان كل المؤسسين ممن التقيت معهم لمناقشة امر هذه المادة ابدوا دهشتهم الكبيرة حول صياغة المادة بهذه الطريقة واتفق الجميع بأن المادة بهذه الصياغة لم تنبثق من المؤسسين بهذه الطريقة بل اكدوا ان للخبرة في مجال المسرح كان له وجود كاستثناء للخروج من اي ازمة او تطلع نحو الأفضل ويجب ان نؤكد جميعا بأن المادة بهذه الصياغة انتصر للشهادة ضد اصحاب الخبرة الكبيرة ويجب ايضا ان نقتنع جميعا بأن الشهادة ليست كل شيء كثيرون هم اصحاب الشهادات لكن ليس كل صاحب شهادة ينفع ان يكون قياديا انا صاحب شهادة متخصصة في مجال المسرح ولدي من الخبرة اكثر من عشرين سنة لم أفكر يوما في ترؤس الجمعية ولا ادري لماذا البعض يتصارع من اجل الرئاسة ؟
ويضيف البلوشي:انا اؤيد تغيير هذه المادة لتوسيع قاعدة المشاركة أهل الخبرة هم الأساس في هذه المرحلة ولا ضير ان يتقدم اصحاب الشهادات بشرط توفر الخبرة المسرحية لديهم لفترة محددة من السنوات الجمعية العمانية للمسرح لابد ان تستفيد من الجيل الأول من الفنانين وليس من الصواب ان تكون الشهادة عقبة امام اهل الخبرة ثم من هم اهل الخبرة ؟ طبعا هم فنانون لديهم بصمتهم في المجال الفني ولديهم دراية ومعرفة كافية وقيادة في مؤسساتهم الحكومية ويديرون دوائر وموظفين وأعمالا فنية تقدر ميزانيتها بمئات الآلاف ويتعاملون مع مؤسسات فنية اخرى ذات العلاقة الا ينبغي ان نثق بهولاء فيهذه المرحلة المهمة من تاريخ الجمعية هذه المرحلة التي لابد ان يتكاتف الجميع حول هذه الجمعية ونبتعد عن المهاترات حول التعلق بالكراسي العالية .




اهزاز للثقة:
بينما يقول المسرحي محمد البنهاني رئيس فرقة الدن للثقافة والفن وأحد أعضاء مجلس الإدارة ان الفن موهبة وليس شهادة ولسنا بحاجة لأصحاب الشهادات العليا بدون أن تكون لديهم خبرة تسعفهم في رئاسة جمعية مسرحية كانت محل ثقة المسرحيين ولكن بمرور الوقت بدأت الثقة تهتز شيئا فشيئا بسبب تصرفات من هم على إدارة الجمعية ، وأضاف النبهاني أن عددا كبيرا من المسرحيين الأوائل لم يحصلوا على الشهادة العامة ومن ثم لا يعني ذلك أنهم بدون خبرة بل هم الأساس في المسرح العماني ولهم يعود الفضل فيما وصل إليه المسرح العماني خلال مسيرته وعلينا ان نتكاتف معهم من أجل استمرار المسيرة للأفضل وليس ما هو حاصل الآن من ابتعاد للمسرحيين وتهميشهم من قبل الإدارة السابقة للجمعية والتي استغلت الوضع لأمور لا تخدم المسرح وهي الآن تحارب من أجل بقائها في رئاسة الجمعية ولكن ذلك لن يحدث.
وبخصوص استبعاد الفنان طالب محمد يقول النبهاني ان خبرة البلوشي التي تتعدى الخمس وثلاثين سنة لا يمكن مقارنتها بشهادة وحتى لو كانت شهادة الدكتوراة كون المطلوب من رئيس الجمعية أمورا تتعلق بمستقبل مسرح بأكمله وهذا يتطلب خبرة وحنكة وممارسة وموهبة وليس مجرد شهادة وعليه فإنه ليس من العدل استبعاد الفنان طالب محمد الذي انتخبه أعضاء قائمة الصلاح ليكون رئيسا للجمعية ونطالب بتعديل لائحة الجمعية واضافة استثناء لأهل الخبرة كما هو متفق عليه سابقا عند تأسيس الجمعية.




المؤسسون أولا:
ويوافقه الرأي المسرحي سعيد البوسعيدي مخرج بفرقة الدن وأحد أعضاء قائمة الصلاح إذ يقول انه من المفترض وضع استثناء يتبع البند المشترط للشهادة العامة، ويضيف أنه ليس من المعقول استبعاد فنان بحجم طالب محمد من اجل عدم حصوله على الشهادة العامة وإلا فإننا سنستغني عن أهل الخبرة وعن المؤسسين للمسرح في السلطنة كون كثير منهم لا يحمل الشهادة العامة، وقال البوسعيدي ان ما يحتاج إليه رئيس الجمعية هو الخبرة والممارسة وليس مجرد شهادة ورقية بغض النظر عن مستواها سواء بكالوريوس او ماجستير أو دكتوراة فالخبرة والممارسة هي أهم ما نطالب بها من اجل مصلحة المسرح وليس من أجل مصالح شخصية كما هو الحال.
واختتم حديثه بأن أغلب أعضاء قائمة الصلاح متفقون على تولي الفنان طالب محمد رئاسة الجمعية ولم يكن لهم أي مخطط سابق وإنما مخططهم هو الرقي بالخشبة السمراء من خلال تجديد الدماء في مجلس إدارتها.


موهبة:
يقول المخرج يوسف البلوشي رئيس فرقة مزون المسرحية ان المسرح هو موهبة، والموهبة لا تحتاج لشهادة وخير دليل على ذلك ان كثيرا من الفنانين والممثلين المشاهير على مستوى الوطن العربي لا يملكون شهادات علمية وحتى نجوم هولييود لا يملكون شهادات علمية في التمثيل بل نجد كثيرا منهم لديه شهادة في تخصصات اخرى مثل الهندسة وغيرها وبالتالي فإنّه من المسلّم أن الشهادة لا علاقة لها بالفن، وأضاف البلوشي: لو سلمنا مثلاً أن الفنان طالب محمد حاصل على شهادة علمية في الهندسة وتقدم لرئاسة الجمعية وتم ذلك فما فائدة شهادة الهندسة في رئاسة المسرح؟؟!! وعليه يمكننا القول إذا حضرت الخبرة والممارسة بطلت الشهادة وأصبح وجودها ليس من الاهمية وإنما تبقى مجرد شيء مساند للخبرة وللموهبة.


مجرد ورقة:
بينما تقول الفنانة نورة البادية عضوة في مجلس الإدارة الحالية ان جمعية المسرح بحاجة لإنسان يتفق عليه المسرحيون ويكون همه هو مصلحة المسرح لا مصلحة شخصية وظهور من أجل الظهور، وتضيف البادية ربما لم يحالف الحظ بعض رواد الفن في السلطنة لاكمال دراستهم لأي ظرف كان فهل من العدالة أن نرسلهم لركن مظلم ونكتب على أنفسنا خسارة هذه الخبرات التراكمية على مدى سنوات وسنوات لأجل ورقة ؟ لم لا يعتد بالشهادات في الدول المتقدمة إلا في بعض التخصصات بل يتم وضع مقياس المهارة والخبرة والقدرة على التواصل مع الآخرين كأساس للتعامل مع الانسان ؟ ولماذا نحن بالذات نصر على الشهادة لبعد أهل الخبرة؟ فكيف لنا بالتطور والإصلاح؟.
وأضافت البادية أن الفنان طالب محمد غني عن الشهادات والتي يمتلكها من كان سابقا رئيسا للجمعية ولم يفعل أبسط ما هو مطلوب بل عمل سلبا في تفرقة وابتعاد المسرحيين عن الجمعية بسبب طموحات شخصية لا يفترض أن تكون حاضرة لدى منصب رئيس جمعية للمسرح وتهدف للحفاظ على مكتسبات مسيرة المسرح العماني وتطوره، فالمصلحة العامة تغلب على المصلحة الشخصية ولذا قرر عدد من المسرحيين ترشيح الفنان طالب محمد رئيسا للجمعية كما نطالب بعقد اجتماع لتعديل البند محل الخلاف ووضع استثناء لأهل الخبرة أو إلغاء البند تمام من لائحة الجمعية.

ليست هناك تعليقات: