السبت، 17 أبريل 2010

يوسف البلوشي: لست بأقل من المخرجين الوافدين


يطلق عليه البعض ملك السينوغرافيا في المسرح


يوسف البلوشي: لست بأقل من المخرجين الوافدين

لماذا انا بعيد عن التلفزيون؟
اصيب بالإحباط عندما تمر الدراما الرمضانية دون أن اجد نفسي فيها

المسرح لوحة جمالية وليست تمثيلية

خارجيا أمثل السلطنة فقط

حصولي على الجوائز يعني تحمل عبئ كبير ومسؤلية أكبر


حوار – راشد المعولي :

يوسف البلوشي.. اسم ملاصق للخشبة كمخرج مسرحي، يطلق عليه البعض ملك السينوغرافيا نظراً لكثرة الجوائز التي يحصدها جراء مشاركته في المهرجانات المسرحية ؛ فلا يكاد يشارك في أي مهرجان سواء محليا أو دوليا فإن النقاد سرعان ما يجمعون على أحقيته بالجائزة نظراً لأسلوب الإبهار في الصورة، وكانت آخر جائزة حصل عليها البلوشي في بداية الشهر الجاري عندما حصل على جائزة السينوغرافيا عن عرض "موهوبيا" في مهرجان الناظور الدولي لمسرح الطفل بالممكلة المغربية.
تليفزيونيا أخرج البلوشي مسلسل "الرقصة الأخيرة" والذي عرض قبل عامين ومسلسل "سلمى وسلامة" وعرض قبل فترة قصيرة بعد أن تم ركنه في ارشيف التليفزيون لسنوات، كما اخرج البلوشي عدة افلام وهي الفيلم التليفزيوني "أقدار وأسوار" وفيلم "دموع الورق" الحاصل على الجائزة الفضية في مهرجان الخليج للتليفزيون كما حصل على جائزة في المهرجان العربي بتونس عام 2009م، وسينمائياً اخرج فيلمين قصيرين هما "أنفاس محارب" وفيلم "زهرة" عام 2009م.
في هذا الحوار يتحدث المخرج يوسف البلوشي عن بداياته الاولى في الإخراج ويكشف عن سر فوزه المتكرر بجوائز السينوغرافيا، كما يتطرق إلى هدف مشاركاته الخارجية في المهرجانات المسرحية وغيرها من المحاور التي يتحدث عنها البلوشي في الحوار التالي:




- اولاً نطرح عليك سؤالا تقليديا: متى دخلت عالم المسرح؟ وما هي أول مسرحية أخرجتها؟

دخلت عالم المسرح منذ كنت على طاولات المدرسة الثانوية وشاركت في تقديم عدة أعمال ثم واصلت مشاركاتي عندما الحتقت بالكلية وهذه المشاركات رغم بساطتها إلا أنها كونت لي القاعدة الحقيقية التي انطلقت منها عام 1991م تحت أسقف مسرح نادي بركاء قبل الدمج، أما أول مسرحية أخرجتها كانت عام 1995م حملت عنوان "أهل الكهف" تلتها مسرحية "الملك أوديب" وهذه المسرحية حصلت على العديد من الجوائز؛ ففي ذلك الوقت كانت تقام مسابقة على مستوى الأندية وحصلت على المركز الأول وتوالى بعدها حصد الجوائز.

- ارتبط اسمك في فترة سابقة بمسرحية "ريالي ولا عيالي" فما سبب هذا الارتباط؟

هذه المسرحية هي التي قدمتني للجمهور فالمسرحية من تأليفي ومن إخراجي وأفتخر انها أكثر مسرحية عمانية تم عرضها وتقديمها للجمهور سواء على المستوى المحلي وأول عرض كان عام 1999م واستمررنا في عرضها أكثر من خمس سنوات إلى عام 2006م ولازال كثير من الجمهور يطالب بعرضها إلى اليوم؛ كما تم عرض المسرحية لما يقارب من 100 مرة وفي مختلف مناطق السلطنة وعرضناها في دولة الإمارات العربية المتحدة والبحرين والأردن، كما أشير إلى أن فرقة مسرح مزون ارتبط اسمها بهذه المسرحية بعد أن كانت العروض المسرحية تعرض تحت مسمى نادي بركاء.

" جوائز المسرح"

- حصلت على الكثير من الجوائز في المسرح، متى كانت أول جائزة حصلت عليها عربيا في الإخراج المسرحي؟ وما هي المسرحية؟


بالنسبة للجوائز فقد حصلت على أول جائزة في الإخراج عربياً عام 2001م في الجمهورية العراقية عن مسرحية "محاكمة الزمن" وهي من تأليف عماد الشنفري ومن إخراجي؛ وشاركنا بها في مهرجان الوفاء المسرحي بالعراق رغم ظروف الحصار التي يمر بها العراق آنذاك وحصلنا في هذا المهرجان على جائزة أفضل ممثل واعد لعبدالرحمن العويسي وجائزة لجنة التحكيم ، وبهذا الإنجاز فقد سُجل لنا أن فرقة مسرح مزون تعتبر أول فرقة أهلية عمانية تشارك باسم السلطنة في مهرجان عربي دولي وأول فرقة أهلية تحصل على جائزة دولية رغم أن هناك مشاركات سابقة لفرق عمانية ولكنها ليست للفرق الأهلية وإنما لفرق مسارح الشباب التابعة لوزارة التراث والثقافة. ومن باب الطرافة فإن فرقة مسرح مزون تفتخر بأنها استخدمت مختلف وسائل النقل في تنقلها سواء الوسائل البحرية او الجوية او البرية؛ أما البحرية فقد ذهبنا للعراق عام 2001م عن طريق البحر بسبب الحصار الجوي، وأما البرية فقد ذهبنا للمشاركة في مهرجان المسرح العربي بالأردن عن طريق البر وكنا مشاركين حينها بمسرحية "عندما تصحو الذئاب"، اما الجوية فهي تمثل أغلب وسائل النقل في مشاركاتنا. ورغم ما ننجزه لا زالت الفرقة بدون مقر وننتظر الفرج وخاصة أننا متأملين خيراً بالمرحلة المقبلة بعد أن تم رفع توصيات لجنة تطوير المسرح.


- لا تكاد تشارك في مسابقة لمهرجان مسرحي إلا وتحصد جائزة السينوغرافيا، فما سر علاقتك بالمؤثرات الصوتية والمرئية على الخشبة؟


نشأت منذ طفولتي على حب الرسم والتصوير الفوتوغرافي وكنت كثيرا ما اشارك في المسابقات الفنية سواء على مستوى المدارس أو على مستوى الأندية واذكر أني حصلت عام 1995م على جائزة المركز الأول في مسابقة للتصوير على مستوى الأندية.
ليس سرا وإنما هو حب للمسرح، فدائما ما أحب أن أبحر في الخيال لأضيف شيئا مميزا في الوقت نفسه يخدم فكرة المسرحية وأحاول أن أضيف على كل مسرحية حركة مغايرة ، ونظريتي أن المسرح لوحة جمالية وليست تمثيلية، فالسينوغرافيا هي الصورة وهي مهمة للمسرح أيضا كأهمية الصورة في السينما فالخلاصة أن السينوغرافيا هي السينما.

- ماذا تعني لك الجوائز؟

اولا أحب ان اقول ان دعاء الوالدين هو سبب التوفيق، وهذه نتيجة بسيطة مقابل الجهد الذي نبذله في الفرقة ومقابل ايضا الوقت الذي نقضيه في سبيل المسرح على حساب حياتنا الخاصة.
ما اود ان اذكره هنا ان هذه الجوائز تعني لي عبئا في تحمل المسؤولية أكثر وأكثر وان احافظ على المستوى الذي وصلت إليها او مستوى فرقة مسرح مزون وهذا يمثل لي تحدياً كبيرا وأحاول جهدي أن اكون على قدر المسؤولية.

- من الملاحظ أنك كثير ما تتواجد في المهرجانات الخارجية على حساب تواجدك محلياً، فما تعليقك على ذلك؟

المهرجانات المسرحية في السلطنة قليلة وفرقة مسرح مزون قدمت عروضها في مختلف مناطق السلطنة ولكن للأسف هذه المشاركات تستنزف منا الكثير وخاصة الجانب المادي لأنه ببساطة لا مردود مادي من العروض التي نقدمها محليا وهذا ما يرهقنا لأنه بخلاف المصاريف الجارية ومصاريف الديكور وغيرها فإنه في الوقت الحالي من الصعب أن تلزم معك الممثلين بأوقاتهم وترهقهم بدون مقابل ولو رمزي لكي تعطيهم الحافز ليقدموا كل ما عندهم ويستمروا في العطاء.

أما المشاركات الخارجية فإننا نستغل الفرصة عندما تأتينا دعوة سواء دعوة خاصة بإسم الفرقة أو دعوة مفتوحة لجميع الفرق الأهلية في السلطنة فان الفرقة تبدي استعدادها للمشاركة مع العلم بأننا نشارك بمجهوداتنا، كما أننا من خلال هذه المشاركات كسبنا توأمة مع مهرجانات عربية مثل مهرجان أصيلة بالمغرب، وأحب أن أشير إلى أن مشاركاتنا في مهرجان قرطاج الذي شاركنا فيه قبل عدة أشهر جاء بطلب من إدارة المهرجان لفرقة مسرح مزون كما تم تكريمي في هذا المهرجان ، كما شاركنا مؤخراً في مهرجان الناظور المسرحي لمسرح الطفل كوني أحب أن أعمل في مجال مسرح الطفل رغم صعوبته، وعلى كلٍ فإن هذه المشاركات الخارجية تمثل لنا تشريفاً للسلطنة وللفرق الأهلية جميعها، ودائماً ما تكون مشاركاتنا للمنافسة وليست فقط لمجرد المشاركة وهذا يدل عليه حصولنا على الجوائز. ويكفيني فخراً أني عندما أتواجد في هذه المهرجانات فإني لا أمثل نفسي وإنما أمثل السلطنة ونعرف بالوفد العماني وليس بوفد فلان او الفرقة الفلانية وإنما اسم السلطنة هو ما نمثله خارجياً.

- من خلال هذه المشاركات ما الفائدة التي جنيتها كمخرج وكفرقة مزون؟


هذه المشاركات بالنسبة لنا مهمة وأهميتها تكمن في الفوائد التي نجنيها نحن كمسرحيين وكفرقة مسرحية أهمها الاحتكاك بالفرق العربية سواء المحترفة أو فرق الهواة والالتقاء بالمسرحيين على مختلف مستوياتهم وما يتبع هذا الاحتكاك والالتقاء من كسب للخبرة وتبادل المعرفة ومعرفة مستوى الأخر ونقل المستوى الذي وصلت إليه الخشبة المسرحية، كما أن إقامة المهرجانات المسرحية دائما ما تقدم نظريات ورؤى مختلفة لذلك نحرص المشاركة فيها أيضا من هذا الباب حتى تكون الصورة لنا واضحة حول المسرح العربي وفرقه وهذا من شأنه أن يشكل لدينا تراكما للخبرة التي نسعى دائماً لصقلها والتجديد من خلال التواجد في المحافل المسرحية بمختلف مستوياتها.

أما الأهمية الكبرى للمشاركات الخارجية فهي الترويج للسلطنة سياحيا وتاريخيا وثقافيا؛ فلا نكاد نشارك في أي مهرجان خارج السلطنة إلا ونحمل معنا كميات من الكتيبات الخاصة بالتعريف عن السلطنة وفيها أهم المعلومات التاريخيية والجغرافية والديمغرافية عن السلطنة بالإضافة لكتيبات وخرائط وصور وأشرطة صلبة عن المواقع السياحية الأثرية في مختلف مناطق السلطنة، بجانب ذلك نحمل معنا كميات من علم السلطنة الشعار الرسمي لها وكل هذه الاشياء نقوم بتوزيعها على جمهور المهرجانات، كما نسعى أيضا بتخصيص ليلة عمانية بعد طلب نقدمه لإدارة المهرجان يتم تخصيصها لتقديم أهم الفنون الشعبية في السلطنة كما نقدم من خلالها مسابقة وهي عبارة عن اسئلة عن السلطنة بهدف التعريف بها كما نتحدث أيضا عبر محاضرة بسيطة عن مقومات السلطنة وأهميتها في الخليج العربي، كل هذا نقوم به عند مشاركتنا في المهرجانات العربية بهدف تعريف السلطنة لجمهور هذه المهرجانات، فالمشاركة لا تقتصر على تقديم العروض المسرحية فقط وإنما هي مشاركة متكاملة من جميع النواحي لنكون مثالا يمثل السلطنة في الخارج. وهذا جزء بسيط من الدين الذي علينا تجاه وطننا وتجاه صاحب الجلالة.

عدم الثقة
- أين يوسف البلوشي من التليفزيون؟

أجيب سؤالك بسؤال أوجهه للقائمين على الإنتاج التليفزيوني: "لماذا أنا بعيد عن التليفزيون؟ هل هو عدم ثقة بالعمانيين؟ أو أن الأمر يتطلب من المخرج أن يكون حاملا لمؤهل دارسي معين فإذا كان كذلك فأنا احمل شهادة جامعية في الإعلام ومن ناحية الخبرة في الإخراج فلست بأقل من الآخرين الذين يستعين بهم التليفزيون؟! أليس من حقي أن أخرج أعمالا تليفزيونية؟!، أتمنى أن تتاح لي الثقة في الإخراج التليفزيوني، فنحن العمانيين نملك المقومات ولكن المشكلة أننا نفتقد الثقة.
وكثيرا ما اصاب بالإحباط واتألم داخلياً عندما تمر الدراما الرمضانية عليّ بدون أن أجد نفسي مساهماً فيها، ولا زلت أحلم بذلك اليوم الذي اعطى فيه الثقة لأقدم عملاً دارمي أضع فيه كل ما أملك من خبرة ليظهر بالمستوى الذي أحلم به.


- يجمع الكثير من الفنانين على أن هناك مشكلة يعاني منها التليفزيون العماني في الانتاج فمارأيك؟


المشكلة كبيرة ويجب أن نجد لها حلا والكل يعرف أين الخلل ولكن في نفس الوقت نجد تكتما عند الحديث عن مكمن الخلل، فالوسط الفني يدرك هذا الكلام .
وأنا على ثقة بأن المسؤولين وعلى رأسهم وزير الإعلام ووكيل الوزارة سيبدلان جهدهما قدر المستطاع للأرتقاء بالدراما والإعلام في السلطنة فهما بالتأكيد لا يرضيان بالمستوى الذي وصلت إليه وأتمنى التعجل بإيجاد الحل المناسب। كما أقدم شكري هنا لوكيل وزارة الإعلام الذي يقف دائما معنا ونستمد منه المعنويات لمواصلة العطاء. كما أشكر القائمين على المسرح في وزارة التراث والثقافة رغم الظروف المحيطة بالوضع المسرحي، وأشكر كل اعضاء فرقة مسرح مزون وجميع المسرحيين العمانيين وللصحف المحلية على متابعتها لأوضاع المسرحيين العمانيين.


المصدر: جريدة الزمن

نص المقابلة


ليست هناك تعليقات: