السبت، 27 مارس 2010

شمعة محمد : لا بد من تغيير دائرة الإنتاج بالتلفزيون العماني



في حوار لا ينقصه شيء من الجرأة والصراحة

شمعة محمد:
لا فضل لأحد في ظهوري كفنانة سوى وطني

لا بد من تغيير دائرة الإنتاج في التلفزيون

نعم هناك محسوبيات في اختيار الممثلين

هناك شخصيات خلف الكواليس تؤثر على المخرج في اختياراته

لماذا نقول باللسان إننا نملك مبدعين ونقوم في الواقع بمحاربتهم؟!!


حوار- راشد المعولي:

شمعة محمد.. اسم فني لامع من الرعيل الأول ، صنعت نجوميتها على الشاشة الفضية بعصامية وسمرتها على قائمة النجوم محلياً وخليجياً،عاصرت مراحل الإنتاج التليفزيوني منذ بداياته عندما ظهرت لأول مرة على تليفزيون سلطنة عمان في مسلسل "الزمن" للمخرج عبدالله اليعربي ومنه انطلقت إلى سماء النجومية فكان حصيلتها أكثر من 100 عمل محلي وخليجي॥الفنانة شمعة حملت بشدة في هذا الحوار على دائرة الإنتاج بالتليفزيون العماني محملة إياها مسؤولية تراجع مستوى الدراما العمانية ومطالبة في الوقت نفسه حلها أو البحث عن شخص أكفأ يكون على رأسها كون المرحلة الحالية تشهد فتح أبواب التغيير والتطوير ।

في هذا الحوار "الزمن" فتحت صفحاتها للفنانة القديرة شمعة محمد في حديث لا ينقصه شيء من الصراحة والجرأة ..فإلى التفاصيل




لماذا يعد البعض إنتاجنا المحلي خارج الخريطة الدرامية بينما العكس في الانتاج الخليجي؟


أولا، لأن النصوص التي تقدم في الخليج هي نصوص احترافية قوية لأنها تنتج لشركات قطاع خاص وبالتالي فإن كل شركة تتمنى أن يكون عملها أفضل أو القصة التي تختارها تأخذ حيزاً في القنوات الفضائية وتسويقها ولهذا يكون من الطبيعي أن تحرص هذه الشركات لأن يكون النص بجودةعالية ।

وثانيا المخرج؛ فالشركات تحرص لأن يكون المخرج على دراية عالية بكل جوانب الإخراج من تصوير وزواياه الإخراجية ودرايته بتهيئة الممثل واستخراج ما به من طاقة تمثيلية، لذا نحن من خلال تجاربنا معهم استفدنا كثيرا في هذا الجانب سواء من المخرجين الخليجيين والمخرجين العرب الذين تعاملنا معاهم وهم يتميزون بباع كبير في الإخراج وحازوا على جوائز في الإخراج على مستوى عال فطبيعي أننا صقلنا مواهبنا واستفدنا منهم الكثيرسواء عن الكاميرا والوقوف أمامها والأداء الحسيّ وتعلمنا أيضاَ شيئا كبيرا وهو مهم لكل من ينوي أن يدخل عالم التمثيل :وهو أن هناك فرق بين ما يسمى : "تمثيل" وبين ما يسمى "حس" ،وشتان بين التمثيل وبين الحس التمثيلي ، فالوقوف أمام الكاميرا يحتاج إلى إحساس واقعي ، فلكل فنان يجب أن يعيش الدور ويلبس مشاعره ، فالفنان لا يقول اني سأمثل وهذا قد حدث كثيرا خلال تجاربنا عندما جاءت ممثلة ومباشرة قال لها المخرج انني لا أريدها والسبب هو انعدام إحساس الشخصية التي يقوم بدورها وهناك الكثير من أسس النجاح ، والتمثيل لا يعني الظهور وهذا الأخير هو مايقتل الممثل بل ويدمر الدراما بسبب سعي بعض الممثلين للظهور على حساب الأداء।
وهذا ما نعاني منه محليا ، فمثلث النجاح يمثل المخرج والكاتب والممثل ، فالكاتب هو من يختار الممثلين ولكن الحاصل أن الكاتب يتم تجاهل دوره في هذا المجال وبالتالي يصبح اختيار الممثلين من وظيفة المخرج الذي من المفترض أن يقوم هنا باختيار الممثلين ولكن كثيرا ما يحصل عندنا أن هناك شخصيات خلف الكواليس تؤثر في المخرج من أجل اختيار ممثلين يعينهم والأدوار مختارة وهذه مايسمى بالمحسوبيات في اختيار الممثلين محليا ، مع العلم أنها تكثر عندنا وتم تغيير مسمياتها إلى أسماء عديدة: فأصبح يتعذر على المخرج يرتاح للعمل مع الممثل الفلاني ، وكثيرا ما قلنا اننا نعاني محليا من "شليلة" فقيل لنا "لا" بل هو المخرج من يحب أن يعمل مع فلان وفلان وهنا أقول لو أن هذا صحيح فالمخرج هنا قتل عمله لأنه لايعني أن من يحبهم المخرج هم ممثلين جيدين ، فيفترض هنا أن يأتي بالممثل المناسب بغض النظر عن اختلاف وجهات النظر حتى لو وصل الأمر أن المخرج في خلاف مع ممثل ما ولكن لا يعني أن يستبعده عن العمل ، فالخلاف شيء والحرص على جودة العمل شيء آخر فطالما أن الممثل مناسب للدور لا عذر للمخرج بتجاهله ، وهنا أود أن أضيف أن الكاتب في الخليج يضع أسماء معينة واقتراحات لشخصيات المسلسل ويتم مناقشتها مع منتج العمل والمخرج مع وضع بدلاء مناسبين ان تعذر الحصول على اسم معين ، فكثيرا ما يكون الكاتب عندما يكتب يضع شخصية في ذهنه وهذا هو الصحيحوعلينا ان لا نلغي دور الكاتب وترشيحاته للممثلين।



( ثقة التليفزيون)
ماذا عن تقييم الأعمال التلفزيونية؟

- لا يوجد لدينا تقييم منهجي ، ولا توجد لدينا أعمال لشركات الإنتاج حتى يتم تقييمها من جهات مستقلة أو من قبل إدارة التلفزيون ليتم اختيار

الأنسب للعرض ، ما يوجد هو أن التلفزيون يقوم بإنتاج الأعمال ويعرضها على أساس أنه هو من انتجها واشرف عليها ، لذا أتمنى أن يتم دعم شركات

الإنتاج لتتنافس على إنتاج الأعمال مع الحرص على جودتها ، والظاهر أن هذه الشركات لم تحز على ثقة إدارة التلفزيون بسبب أنه في السابق كانت شركة أو شركتان أسند لهم إنتاج أعمال ولم ينجحوا فهذا لا يعني أن الشركات غير قادرة على الإنتاج التلفزيوني حاليا بل توجد هناك شركات إنتاج قادرة بما تملكه من مقومات مثل الآلات وأجهزة التصوير والمونتاج ووجود الكوادر فنية ومخرجين باستطاعتهم أن ينتجوا أعمالا ولكن ما ينقصهم هو الدعم ، فلو تم دعم هذه الشركات وفق آلية مدروسة فالواقع سيكون مختلفا تماما ، وفي أقل تقدير ان نوزع الأعمال المنتجة سنويا على شركات القطاع الخاص بالاشتراك مع التلفزيون ،أن يقتصر التلفزيون بإنتاج عمل واحد أو اثنين والباقي يوزع على شركات الانتاج كبداية لخصخصة هذا المجال وبالتالي يمكننا أن نقيم أنفسنا في هذا الإطار ، فهنا سنشهد منافسة شريفة تصب في خدمة العمل وجودته وستتضح الصورة جليا وسنعرف مكمن الخلل بالضبط وهو ما يتيح لنا سرعة معالجته ।

-
-
- لماذا يزعل البعض من تقييم الصحافة وانتقادها؟

لماذا نزعل من التقييم الحقيقي ، لماذا نزعل من الصحافة عندما تنتقد، هل نحن ضد التغيير؟ الصحافة هدفها خدمة الوطن وتطوره فالصحافة عندما تنتقد فإنها تمارس مهنتها التي أوجدت لها ، فمن خلال انتقاد الصحافة نعرف مكامن الخلل وبالتالي علينا إصلاحه وهو ما يعني أن الصحافة ساهمت في التطور الإيجابي للفن ، فالصحافة عندما تذكر سلبيات أي عمل أو أي فنان فعلينا أن نأخذ بما ذكرت حتى بصدر رحب وبدون حساسية ، فأنا شخصيا ربما انتقد سلبيا في بعض المواقف ولكن أتقبل الأمر بكل أريحية وأسعى لتفادي ذلك الخطأ وبالتالي نحن غير معصومين من الخطأ حتى نسعى لتطورالمستوى للأعلى । فعلينا أن نعطي الصحافة حيزا للانتقاد ، فمن أين سنعرف مستوانا ومستوى الانتاج إلا من خلال الصحافة ، أما إذا وتكيلنا مدحاَ فلن ولن نتطور وفي نفس الوقت اقول للصحافة هناك فرق بين النقد والتجريح ونحن مع النقد الهادف।


محاربة المبدعين

وماذا عن شركات الإنتاج؟

في الخليج يتم دعم شركات القطاع الخاص فنتج عنه ثورة في الإنناج التلفزيوني ، والخلل عندنا في عدم تقديرنا لشركات الإنتاج وعدم إعطائها الثقة التي تبني عليها وتنطلق في علام الإنتاج التلفزيوني، هذه الشركات ستساهم في توزيع وبيع الأعمال في دول الخليج ، فلماذا نعتقد أننا سنخفق في هذا الجانب؟ فقط ما ينقصنا هو الثقة في شركات الإنتاج، وهنا أتساءل لماذا تحتكر شركات الإنتاج على إنتاج دعايات ومقاطع صغيرة فقط؟। واذكرأن مخرجا يملك شركة إنتاج وعندما أراد أن ينتج عملا للتلفزيون قيل له بأن يأتي بمخرج عربي ، وإذا أصريت على إخراج العمل بنفسك فسيسحب العمل منك ولن نقدم الدعم لك! رغم أن هذا المخرج حصد العديد من الجوائز في الإخراج والسينوغرافيا في عدد من الدول العربية !! ।وسؤالي: لماذا نقول باللسان أننا نملك مبدعين وفي الواقع نحاربهم؟؟!!


البحث عن أشخاص أكفاء
بناء على حديثك هل تتحمل دائرة الإنتاج مسؤولية إخفاق الدراما المحلية؟

طبعا إخفاق الدراما في السلطنة منها ، ولابد من التغيير بالكامل حتى تتطور الدراما وهذا رأيي رغم أني أعلم بأن الدنيا ستقوم ولن تقعد بعد هذا الحوار ومتأكده انه سيشن عليّ حرب من ذوي النفوس الضعيفة بسبب وجهة نظري ولكن انا كلي ثقة بأن اسمي يفرض نفسه عليهم ، ويكفيني أني لا أنافق ولا أجامل وأقول بأعلى صوتي إدارة الإنتاج يجب أن تغير كبداية لتطوير الدراما ، وعلينا البحث عن شخص أكف ليكون على رأس الدائرة ، شخص لا يعرف المحسوبيات والصداقات والشللية حينها سيكون البقاء لذوي الكفاءة । وأكرر بأن كلامي سيزعل البعض ولكن هذه وجهة نظري حبالوطني وللدراما بدون مجاملة في سبيل للتطوير للأفضل ووجهة النظر لا تزعل سوى الذين لهم مآرب ومحسوبيات ।

إذن ما السبيل للخروج من هذا الوضع "غير المرضي"؟

هناك الكثير من الخلل مثل المحسوبيات والشللية وغيرها ، فيجب أن نصحح المسار। حضرت قبل فترة اجتماعا لمناقشة أوضاع الدراما فيالسلطنة وعندما تحدثت لم يعجب الكثير منهم ، فقلت لهم اننا نعاني من المحسوبية فقيل لي "لا" بل هو أن المخرج يأتي بالممثلين الذين يرتاح أو يحب العمل معهم ، وذكرنا لهم كثرة الإنتاج في وقت واحد مع قلة الموارد والكوادر يؤثر سلبا على العمل فقيل لنا إن هذا نظام وهذا عملنا ، وكذلك هناك من ذكر دعم شركات الإنتاج فقيل لهم "لا" لأن هناك شركات أخفقت في السابق! ولكن هل يعني أنها ستخفق الآن مع تغير الظروف والوقت والامكانيات والتقدم؟ وبرأيي يجب أن توضع دائرة الإنتاج التلفزيوني تحت رئاسة إشراف مكتب وزير الإعلام أو وكيل الوزارة وتكون بإشراف شخصين منهم وبالفعل مكتب وكيل الوزارة مفتوح لتلقي شكوانا ومشاكلنا ودائما صدره رحب للاستماع لنا واشكره لمواقفه معنا, ولكن هل يعقل أن نلجأ إليه في كل صغيرة وكبيرة إذن فما الجدوى من وجود المسؤولين الآخرين في مناصبهم ।

أين هؤلاء؟
ولكن هناك من يقول إن السلطنة تفتقر للممثل النجم، ما تعليقك؟

تعليقي هو أن أكبر دليل على وجود الكفاءات التمثيلية في السلطنة هو المكانة التي وصلت إليها الفنان إبراهيم الزدجالي والفنانه فخرية خميس وشمعة محمد في الخليج ، ومحلياً الفنان صالح زعل وسعود الدرمكي ومحمد نور وجمعة هيكل ومحسن علي وسالم بهوان وعبدالله مرعي وهذا الأخير أجد نفسي أتساءل عن عدم وجوده في الأعمال التلفزيونية رغم أنه اسم كبير في عالم المسرح الخليجي فمن يقول أن الإخفاق من الممثلين ، فإذا هم من يأتي بالممثلين الضعاف بسبب علاقات شخصية ومحسوبيات فيؤدي إلى ضياع العمل ، فأين محمد هلال وجمعة هيكل الذي هو فنان يفرض نفسه على الساحة الفنية ويحسب على السلطنة انه فنان كبير فأين هؤلاء جميعا من التلفزيون؟!

دعنا نرجع الآن للأعمال التلفزيونية التي ستقدم في شهر رمضان المقبل أين الأسماء الكبيرة منها؟! سعود الدرمكي وصالح زعل هم الموجودون فقط والله يعطيهم العافية ولكن أين البقية؟! رغم أنه في مسلسل "درايش4" يحاول المخرج القدير محمد وقاف والذي أحييه على جهوده فيسبيل صناعة ممثلين جدد للشاشة।




--------


لمن يعود الفضل في ظهورك التلفزيوني؟

لا فضل لأحد عليّ بظهوري كفنانة إلا بلدي ، كان أول عمل لي في الإذاعة العمانية وقدمت عمل "الرسالة الأخيرة" مع المخرج الكبير خليفةالطائي وهو من علمني أبجديات الإذاعة وأبجديات التلفزيون أيضا فانطلقت بجهودي وقدمت أول عمل تلفزيوني بعنوان "الزمن" وقمت بدور الجدةفي ذاك الوقت من إخراج عبدالله اليعربي ।ولكن لم يكن لأحد فضل بظهوري على الشاشة سوى وطني । ووزير الإعلام ووكيله فقط ، أما أنيأتي لي شخص ويقول أنه بفضله دخلت عالم التلفزيون فأقول له اسمحلي ، جهدي هو من أوصلني وأظهرني। أما عن ظهوري خليجيا فأشكرالفنانة الإمارتية فاطمة الحوسنية جزيل الشكر التي رشحتني لأول عمل خليجي لي وهو عمل سعودي بعنوان "الديرة نت" بطولة فايز المالكيوإخراج عامر الحمود، ثم "لا للجروح" وهو عمل كويتي وكان برفقة الفنان ابراهيم الزدجالي وتوالت بعدها أعمالي الخليجية।

تعديل لائحة الأجور
هل هناك فرق في معاملة الفنان محليا وخليجيا؟

الفرق كبير في جميع الجوانب ففي الخليج تحس أنك فنان وأن لك قيمة سواء من حيث تهيئة المكان المناسب في موقع العمل أو في مكان الإقامة وكذلك من ناحية الأجور؛ فلائحة الأجور عندنا تحتاج إلى تعديل لأنها غير عادلة بالنسبة للفنان النجم، فكثير من حدث أن يقدم الممثل الذي لا يتعدى عمره الفني سنتين على أساس أنه نجم رغم مشواره القصير على حساب النجوم القدامى مع العلم بأن المحسوبية هي من اوصلته للنجومية في غضون سنتين فقط।

بم تفسيرين غياب بعض الفنانين عن الحضور في مهرجان مسقط السينمائي الأخير؟

اتساءل عن غياب بعض الأسماء في مهرجان مسقط السينمائي الأخير التي تم تجاهلها ولم يتم دعوتها إلا في حفل الغداء قبل ختام المهرجان بيوم كسبا للموقف في حين تم دعوة فنانين من الخارج॥ فلماذا يحدث هذا ومن كان يقف وراءه وهل الأشخاص الذين كانوا في اللجنة هم فقط من يمثلون فناني السلطنة؟!। ا

أخيراً.. ما هي آخر أعمالك التلفزيونية؟

لدي عدة أعمال ستعرض خلال الفترة المقبلة سواء على مستوى الشاشة المحلية أو الشاشة الخليجية فمحلياً شاركت في بعض حلقات مسلسل درايش4، وبطولة مسلسل "بانتظار المطر" مع الفنان سعود الدرمكي وخليجياَ المسلسل السعودي "أسوار3" ومسلسل "غشمشم" وفي المسلسل الإماراتي "ريح الشمال2" و"رحلة المليون" الذي يعرض حاليا على قناة دبي مع فخرية خميس و"الشمس تشرق مرتين" على قناةأوربت।وهناك أعمال أخرى سوف أعلن عنها في وقتها وفي الختام أشكر وطني الذي أدين له بنجوميتي وإلى جمهوري الحبيب الذي وقف بجانبي وساندنيوإلى عائلتي الكريمة لهم مني كل الحب والتقدير।

المصدر: جريدة الزمن


ليست هناك تعليقات: